للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قبائل كثيرة مضرية ويمنية.

ولعامر بن الطفيل ديوان نشره لايل مع ديوان عبيد بن الأبرص فى سلسلة جب التذكارية. وهو فيه دائم الحديث عن فروسيته وحسن بلائه فى حروب قومه مع ذبيان فى يوم الرقم ويوم ساحوق وغيرهما من الأيام. وقد أظهر بطولة نادرة فى يوم فيف الريح وكان لقومه على بنى الحارث بن كعب النجرانيين وعشائر مذحج، وتغنّى به طويلا فى شعره على شاكلة قوله (١):

لقد علمت عليا هوازن أننى ... أنا الفارس الحامى حقيقة جعفر (٢)

وقد علم المزنوق أنى أكرّه ... على جمعهم كرّ المنيح المشهّر (٣)

إذا ازورّ من وقع الرماح زجرته ... وقلت له: ارجع مقبلا غير مدبر (٤)

وأنبأته أن الفرار خزاية ... على المرء ما لم يبل جهدا ويعذر (٥)

ألست ترى أرماحهم فىّ شرّعا ... وأنت حصان ماجد العرق فاصبر (٦)

وقد علموا أنى أكرّ عليهم ... عشية فيف الريح كرّ المدوّر (٧)

وما رمت حتى بلّ نحرى وصدره ... نجيع كهدّاب الدّمقس المسيّر (٨)

وهو يصور فى هذه القطعة اقتحامه للحروب، وكيف أنه لا يتخلّى عن بسالته الحربية، حتى يحمى عشيرته وضعفاءها ونساءها. ويقول إنه لا يزال يرد إلى الحرب فرسه المزنوق كلما خرج منها، وإن ازورّ عنها أو انحرف دفعه فيها دفعا، أما الفرار وعاره فدونه الموت. ويدعو فرسه إلى التأسى به، فالرماح تنوشه من كل جانب وهو يهجم على أعدائه غير مبال، ويدعو فرسه إلى الصبر معه، حتى


(١) المفضليات ص ٣٦١.
(٢) عليا هوازن: مجموعة من قبائلها هى سعد وجشم ونصر وثقيف. وحقيقة: حمى. جعفر: عشيرة عامر، وهى جعفر بن كلاب ابن ربيعة بن عامر.
(٣) المزنوق: اسم فرسه. المنيح: من قداح الميسر ويكثر جولانه فى القداح، فكلما خرج منها رد فيها.
(٤) ازور: مال وانحرف.
(٥) خزاية: خزى. يعذر: يأتى بعذر.
(٦) شرعا: مسددة.
(٧) المدور: الذى يطوف بالدوار وهو من أصنامهم.
(٨) ما رمت: ما برحت. النجيع: الدم. الدمقس: الحرير. المسير: برود من اليمن بها خطوط.

<<  <  ج: ص:  >  >>