وكتاب المحلّى فى المذهب الشافعى، وكتاب مراتب الإجماع، وكتاب حجّة الوداع.
ومنها فى التاريخ جوامع السيرة النبوية وكتاب جمهرة الأنساب ورسالة نقط العروس ورسالة فضل الأندلس وهى تسجل ما لعلمائها وأدبائها من مصنفات وأعمال. ومنها فى المنطق كتاب التقريب لحدوده. ومنها فى تاريخ الأديان كتابه «الفصل فى الملل والأهواء والنحل» وهو به يعد واضح علم المقارنة بين الأديان الذى لم يعرفه الغرب إلا فى منتصف القرن التاسع عشر، وفيه يبين بأدلة دامغة كيف حرّفت الكتب المقدسة عند اليهود والنصارى مبطلا لآرائهم العقيدية، ويعرض فى تفصيل لأركان العقيدة الدينية القويمة (عقيدة الإسلام) من التوحيد والإيمان والوعد والوعيد والقدر والإمامة، مما انتفع به فيما بعد توماس الإكوينى فى كتابه خلاصة علوم الدين. ومن كتبه النفيسة فى الأصول كتابه الإحكام فى أصول الأحكام» ومرّ بنا فى الفصل الثانى أنه أشار فى مقدمته إلى القرابة اللغوية بين العربية والسريانية والعبرية وأن العربية الشمالية العدنانية لغة مضر وربيعة تخالف العربية الجنوبية لغة حمير اليمنية. وبذلك يعد-كما أسلفنا-واضع الأساس لعلم فقه اللغة المقارن فى العربية كما وضع علم الأديان المقارن قبل أن تعرفهما أوربا بقرون. ومن المؤكد أن كتبه كانت فى مقدمة الكتب التى عنيت مدرسة طليطلة منذ القرن الثالث عشر الميلادى بترجمتها إلى اللاتينية. وله رسائل كثيرة نشر منها الدكتور إحسان عباس طائفة، ومن أهم رسائله رسالته فى الأخلاق والسير ومداواة النفوس، وقد حققها الدكتور الطاهر مكى ونشرها بدار المعارف، وبها مبادئ تتصل بسيرته وسيرة الناس فى عصره، وفيها يصور الفضائل والرذائل الخلقية مضيفا إليها بعض اعترافات فى تواضع وإخلاص، ويبدو أنها مما ترجم من آثاره إلى اللاتينية، إذ نجد على مثالها أو قريبا منها مقالات فى الأخلاق لبيكون المعروف بصلته بترجمات طليطلة. وظل ابن حزم يطوف بمدن الأندلس ناشرا علمه ومذهبه الظاهرى فى الفقه، وله مناظرة مشهورة مع الفقيه المالكى أبى الوليد الباحى فى جزيرة ميورقة سنة ٤٥٢. وكان فقهاء المالكية لا يزالون ينفّرون من كتبه، مما جعل المعتضد بن عباد أمير إشبيلية يأمر بحرق طائفة منها لقصر نظره. ورأى بأخرة العودة إلى قرية آبائه منت ليشم، ويبدو أنه كان يعود إليها قبل ذلك كثيرا وبها توفى سنة ٤٥٦.
وكتابه طوق الحمامة فى الألفة والألاف ألفه فى سكناه بشاطبة سنة ٤١٨ أو ٤١٩ وموضوعه دراسة الحب العذرى ويستهل حديثه فيه بأن الحب ظاهرة إنسانية لم يسلم منها حاكم ولا محكوم، ويعرفه بأنه اتصال بين أجزاء النفوس فى الطبيعة الإنسانية فى أصل