للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قيروانى خالص عنى بالنحو وتعليمه، منه حمدون محمد بن إسماعيل المتوفى بعد المائتين، وفيه يقول الزبيدى: «كان مقدما فى العربية والنحو وكان يقال إنه أعلم بالنحو خاصة منه باللغة، لأنه كان يحفظ كتاب سيبويه ويستظهره» ويقول القفطى له كتب فى النحو وأوضاع فى اللغة، وكان أحد المتشدّقين فى كلامه والمتقعّرين فى خطابه. وكان يعاصره أحمد بن أبى الأسود النحوى القيروانى كان يقرئ النحو واللغة بمسجد قرب داره، يقول الزبيدى عنه: «له تصانيف فى النحو والغريب ومؤلفات حسان، ويقول القفطى: كان غاية فى علم النحو واللغة. ومن معاصريه عبد الله بن أبى حسان اليحصبى المتوفى سنة ٢٢٧ هـ‍/٨٤١ م رحل إلى العراق وأخذ النحو عن أعلامه فى البصرة والكوفة، وعاد إلى القيروان فأفاد الطلاب بما حمل من النحو وقواعده.

وينشط علماء النحو فى القرنين الثالث والرابع للهجرة بالقيروان، ومنهم السّبخى أبو على النحوى الضرير المتوفى سنة ٣٤٢ هـ‍/٩٥٣ م وينوه المالكى فى كتابه: «رياض النفوس» بمعرفته الواسعة باللغة والنحو وله كتاب أقيسة الأفعال. وكان يعاصره ابن الوزّان إبراهيم بن عثمان المتوفى سنة ٣٤٦ هـ‍/٩٥٧ م يقول الزبيدى عنه: «إمام الناس فى النحو (بالقيروان) وكبيرهم فى اللغة وعظيمهم فى العربية والعروض، وانتهى فى اللغة العربية إلى ما لعله لم يبلغه أحد قبله، وأما فى زمانه فما يشك فيه أحد، حفظ كتاب سيبويه وكتاب المصنف فى غريب الحديث لأبى عبيد القاسم بن سلام وإصلاح المنطق لابن السّكّيت ومعجم العين للخليل بن أحمد وغير ذلك من كتب اللغة ثم كتب الفرّاء، وكان يميل إلى قول أهل البصرة مع علمه بقول الكوفيين، وكان يفضّل المازنى فى النحو وابن السّكّيت فى اللغة، وكان يستنبط من مسائل العربية والنحو أمورا لم يتقدمه فيها أحد. واشتهر بعده عبد العزيز بن أبى سهل النحوى اللغوى القيروانى الضرير المتوفى بالقيروان سنة ٤٠٦ هـ‍/١٠١٥ م وكان شاعرا مطبوعا، ويقول ابن رشيق فى وصفه: «كان مشهورا بالنحو واللغة جدّا مفتقرا إليه فيهما بصيرا بغيرهما من العلوم. . ولا غنى لأحد من الشعراء الحذاق عن العرض عليه والجلوس بين يديه، ولم ير ضرير أطيب منه نفسا ولا أكثر حياء. وكان يعاصره عبد العزيز بن خلوف النحوى، نوّه ابن رشيق بشعره وقال له فى سائر العلوم حظوظ وافرة، وحقوق ظاهرة، وأغلبها عليه علم النحو والقراءات وما تعلق بها، وفيه ذكاء يخرج عن الحد المحدود. ونلتقى بعلى بن فضال المتوفى ببغداد سنة ٤٧٩ هـ‍/١٠٨٦ م وهو من سلالة الفرزدق الشاعر الأموى المشهور ومن أبناء القيروان النابهين فى عصره غادرها مع الهجرة الأعرابية المشهورة إلى الشرق حتى نيسابور وغزنة، وعاد إلى بغداد، فضمّه نظام الملك إلى مدرسته النظامية بها حتى وفاته، وهو مفسر كبير للذكر الحكيم، وله مصنفات مختلفة فى الأدب والتاريخ، وكان إلى ذلك عالما كبيرا فى النحو واللغة، ومما صنّفه فى النحو «إكسير الذهب فى صناعة الأدب» فى عدة مجلدات وكتاب العوامل والهوامل وكتاب الإشارة إلى تحسين العبارة وشرح عنوان الإعراب والمقدمة وشرح معانى الحروف وغير ذلك وله كتاب فى العروض.

<<  <  ج: ص:  >  >>