فضّال المتوفى سنة ٤٧٩ هـ/١٠٨٦ م وله التفسير المسمى البرهان العميدى فى عشرين مجلدا، وله تفسير ثان باسم الإكسير فى علم التفسير: خمسة وثلاثون مجلدا، وله النّكت فى القرآن. وصنف كتابا فى شرح بسم الله الرحمن الرحيم، ومرّ بنا أن نظام الملك ألحقه بمدرسته النظامية فى بغداد يدرس لطلابها، وله كتب كثيرة فى النحو ذكرنا بعضها فى حديثنا عن النحاة فى القيروان، ولعله كان يدرس فى النظامية التفسير والنحو معا. ومن كبار المفسرين فى أوائل عصر الدولة الحفصية عبد العزيز بن محمد القرشى المعروف بابن بزيزة المتوفى سنة ٦٦٢ هـ/١٢٦٣ م وهو من كبار الفقهاء الحفاظ وله تفسير جمع فيه بين طريقة ابن عطية الأندلسى وطريقة الزمخشرى وعليه تخرجت طائفة كبيرة من طلاب تونس فى العلوم الدينية. ومن كبار المفسرين فى القرن الثامن الهجرى محمد بن عبد النور التونسى تلميذ ابن زيتون المتوفى سنة ٧٢٦ هـ/١٣٢٦ م وله اختصار تفسير الفخر الرازى. ونلتقى فى القرن التاسع الهجرى بمفسر من كبار الحفاظ هو محمد بن عمر الأبّى المتوفى سنة ٨٢٧ هـ/١٤٢٣ م تلميذ ابن عرفة، وله تفسير كبير للقرآن الكريم كان يقع فى ثمان مجلدات. ولمحمد زيتونة المتوفى بالقرن الثانى عشر الهجرى فى العهد العثمانى حاشية على تفسير أبى السعود. وبدون ريب كان المفسرون للقرآن الكريم يعرضون على الطلاب أمهات كتب التفسير المشرقية للطبرى والزمخشرى والفخر الرازى وغيرهم، وظل ذلك فى العهد العثمانى، إذ نجد الشيخ محمد الفاسى يدرس لطلابه تفسير البيضاوى، ولا بد أن غيره من كتب التفسير المهمة كان يعرض على الطلاب.
ويتكاثر المحدثون فى القيروان وتونس كثرة مفرطة، ومن قدمائهم فى القيروان حنش بن عبد الله الصنعانى، دخل إفريقية غازيا مع موسى بن نصير (٨٦ - ٩٦ هـ) وسكن القيروان وحدّث بها، كما حدّث بها عكرمة مولى ابن عباس المار ذكره بين المفسرين. ونلتقى ببعثة عمر بن عبد العزيز التى كانت مؤلفة من عشرة فقهاء، وجميعهم كانوا محدّثين وقرّاء وفقهاء كما مرّ بنا وكان يعاصرهم عبد الله بن المغيرة بن أبى بردة قاضى القيروان لعمر بن عبد العزيز ويحيى بن سعيد الذى أرسله عمر بن عبد العزيز عاملا على الصدقات، وكلاهما حمل عنه الحديث كما حمل عن معاصرهما أبى غطيف بشر الهذلى، وهو يروى عن جماعة من الصحابة وخاصة عن عبد الله بن عمر بن الخطاب، وعليه اعتماده فى الرواية. ونلتقى بمحدث تونسى كبير سبقت الإشارة إليه هو عبد الرحمن بن زياد قاضى القيروان فى عهد المنصور وقلنا عنه فى النشأة العلمية إن ابن وهب وابن لهيعة الفقيهين المالكيين المصريين رويا الحديث عنه، وذكرنا معه هناك على بن زياد التونسى، وقلنا إنه أول من أدخل الموطأ لمالك وجامع سفيان الثورى فى الحديث إلى إفريقية التونسية، وكان يعاصره المحدث عبد الرحمن بن الأشرس زميله فى التلمذة على مالك. ونلتقى بالبهلول بن راشد المتوفى بالقيروان سنة ١٨٣ هـ/٧٩٩ م وهو تلميذ مالك بن أنس وسفيان الثورى، وتتلمذ لليث بن سعد فقيه مصر، وكان معروفا بالتقوى