للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالقيروان، فسجنوه فترة، ثم ردوا إليه حريته على أن يلزم بيته ولا يلقى الطلاب فى جامع عقبة، فكان يلقاهم فى بيته كما مرّ بنا إلى أن توفى سنة ٣٣٣ هـ‍/٩٤١ م وله مصنفات مختلفة منها كتاب فى الطهارة وكتاب فى فضائل مالك. وانحسرت غمة العبيديين عن القيروان سنة ٣٦١ هـ‍/٩٧١ م برحيل المعز العبيدى إلى مصر. ولمع سريعا تلميذ لابن اللباد، هو عبد الله بن أبى زيد المتوفى سنة ٣٨٦ هـ‍/٩٩٦ م وإليه انتهت رياسة المالكية بالقيروان والبلاد المغربية، وإليه رحل الطلاب من جميع آفاق المغرب، ويقول الأستاذ حسن حسنى عبد الوهاب إنه يعد المجدّد للسنة ولمذهب مالك فى المغرب بعد انحسار حركة التشيع، وله الرسالة الجامعة لعقيدة أهل السنة ردّ بها على الشيعة ولها شروح كثيرة، وله كتاب النوادر والزيادات على مدوّنة سحنون، ويقول ابن خلدون: «جمع فيها ابن أبى زيد جميع ما فى الأمهات من المسائل والخلاف والأقوال». ومن تلاميذه أبو الحسن القابسى المار ذكره بين المحدثين. ونلتقى بعده بأبى عمران الفاسى المتوفى سنة ٤٣٠ ثم بأبى إسحاق إبراهيم التونسى المتوفى بمنتصف القرن الخامس وله شرح على المدونة باسم التعليقة، كما نلتقى بأبى الحسن اللخمى المتوفى سنة ٤٧٨ هـ‍/١٠٨٥ م وله كتاب التبصرة.

ويلقانا بعده الإمام المالكى الحافظ المازرى محمد بن على الصقلى المذكور بين المحدثين، ويقول ابن فرحون عنه: إمام أهل إفريقية والمغرب، وصار الإمام لقبا له، فلا يعرف بغير الإمام المازرى، درس الفقه والأصول وله فيهما كتب قيمة.

وفى أواسط القرن السادس الهجرى استولى عبد المؤمن على الاقليم التونسى ولم يحاول -فيما يبدو-نشر المذهب الظاهرى مذهب دولته فيه، واكتفى بأن يذكر فى خطبة الجمعة اسمه أو اسم المهد ابن تومرت زعيم دولته ولذلك ظل المذهب المالكى مسيطرا ولا نسمع عمن اتبعوا المذهب الظاهرى فى عهدهم وعهد الدولة الحفصية التى خلفتهم إلا عن بعض أفراد اعتنقوا المذهب الظاهرى من حين إلى حين.

ومن كبار فقهاء المالكية فى القرن السابع الهجرى الحافظ الفقيه عبد العزيز القرشى المعرو بابن بزيزة المذكور بين المفسرين ومن أهم تلاميذه أبو القاسم بن أبى بكر المعروف بابن زيتون قاضى تونس فى صدر الدولة الحفصية المالكى المتوفى سنة ٦٩١ هـ‍/١٢٩١ م وهو محرر عقد الصلح بين المستنصر والجيش الفرنسى بعد موت لويس التاسع تحت أسوار قرطاجنة سنة ٦٦٩ هـ‍/١٢٧١ م. وفى أواخر هذا القرن السابع وصل من القاهرة كتاب مختصر ابن الحاجب فى الفقه المالكى وشغل بشرحه علماء البلدان المغربية. ونلتقى فى القرن الثامن بمحمد بن عبد السلام الهوارى مجدد الحركة الفقهية كما يقول الأستاذ حسن حسنى عبد الوهاب وشيخ الجيل التالى المتوفى سنة ٧٤٩ هـ‍/١٣٤٩ م المتولى قضاء الجماعة، له شرح لمختصر ابن الحاجب يعد من أهم شروحه، كما يقول ابن فرحون، ومن أنبغ تلاميذه ابن خلدون المؤرخ والفقيه المالكى الكبير، وسنترجم له بأخرة ن هذا الكتاب، ومن أنبغهم أيضا محمد بن عرفة الورغمى

<<  <  ج: ص:  >  >>