للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عشرة عيون شديدة الحرارة وهى تتراوح بين ٩٤ و ٩٨ درجة، ولها قيمة طبية عالية». ونلتقى بعدها بمدينة نقاوس ويقول الحسن الوزان إنه يمر بجوارها نهر تقع مزارع التين والجوز على ضفافه، ويشتهر تين المنطقة بأنه أفضل أنواع التين وينقل منها إلى قسنطينة، وحول نقاوس سهول جيدة صالحة لزراعة القمح. وتلقانا مدينة قسنطينة وهى مدينة فينيقية رومية، جدد بناءها الإمبراطور قسطنطين فنسبت إليه، وهى-كما يقول الأستاذ المدنى-أم المدن بالناحية الشرقية الجزائرية، وكانت تتبع صاحب القيروان وتونس، وكان ينزل بها نائبه، وكانت لذلك مركزا كبيرا للإدارة، ويقول الحسن الوزان: جميع الأراضى الزراعية الواقعة حول المدينة طيبة وخصبة ويبلغ محصولها ثلاثين ضعفا لما بذر فيها، وتوجد بساتين جميلة جدا فى السهل على طول النهر الذى يمر بأسفلها وبجوارها نبعان: نبع ساخن ونبع بارد بجانبه بناء من الرخام. وعلى بعد ٥٠ كيلو مترا منها مدينة ميلة وهى مدينة رومانية، ويقول الحسن الوزان إن منطقتها ذات إنتاج غزير من التفاح والكمثرى والثمار الأخرى. وغربيها جنوبا مدينة المسيلة (المحمدية) وهى مدينة رومانية وسهولها مشهورة بإنتاج القمح والشعير والفواكه، كما تشتهر بتربية الحيوانات: البقر والغنم والخيل، وبنهرها سمك صغير مزدان بخطوط حمراء، ويقول الإدريسى إنه لم ير فى المعمورة سمكا على صفته. وإلى الشرق منها طبنة عاصمة الزاب الأعلى شرقى شط الحضنة المالح وتقع على نهير يسقى بساتينها وزروعها وحقول الحنطة والكتان ومختلف أنواع الفواكه. وشمالى طبنة والمسيلة مدينة سطيف وهى مدينة رومانية وتتوسط منطقة من أغنى مناطق الجزائر الزراعية. وإلى الجنوب من قسنطينة باغاية وبجوارها نهر يسقى بساتينها وحقولها الواسعة المنتجة للحبوب من القمح والشعير، وسكانها إباضيون انحازوا إليها بعد سقوط تاهرت فى آخر القرن الثالث الميلادى. وإلى الجنوب شرقا من باغاية تبسّة، وتشتهر بكثرة الفواكه وبالجوز، وينوّه أبو عبيد البكرى بكبر حجمه وطيبه. وإلى الجنوب الغربى منها مدينة بسكرة وتقع فى أشهر الواحات الجزائرية، وكان الرومان يسمونها فيسيكرا وكان بها قديما أسقفية، وعلى مقربة منها استشهد عقبة بن نافع وأصحابه كما مر بنا فى الفصل الماضى ويكثر بها النخل والزيتون ومختلف الثمار ويشيد البكرى بآبارها الكثيرة. وإذا اتجهنا إلى الشمال الغربى التقينا بتاهرت عاصمة الدولة الرستمية الإباضية، وهى على سفح جبل يسمى جزول وكان يجرى بجوارها نهر يروى زروعها وبساتينها التى وصفها البكرى بقوله: «فيها جميع الثمار وسفرجلها يفوق سفرجل الآفاق حسنا وطعما ومشمّا» وينوه الإدريسى بمزارعها وحقولها وما اشتهرت به من تربية الأنعام والخيل، ويقول إنها وافرة العسل والسمن. وإلى الشمال منها مدينة مليانة وهى مدينة رومانية قديمة تشرف على نهر شلف وحولها بساتين زاخرة بالفواكه وقرى عامرة ومزارع واسعة، ويقول الإدريسى عنها: حسنة البقعة كريمة المزارع وتقع على نهر يسقى مزارعها وحدائقها وجناتها ولها أرحاء على نهرها». وعلى بعد

<<  <  ج: ص:  >  >>