المتوفى سنة ٨٤٢ وشرح القلصادى المتوفى سنة ٨٩١. وتتكاثر الشروح اللغوية فى العهد العثمانى ومن أهمها شرح عبد الكريم الفكون على أرجوزة المكودى الفاسى فى التصريف ألفه سنة ١٠٤٨ للهجرة، وكتب محمد بن بدوى الجزائرى سنة ١١٢٧ رسالة الارتضاء فى الفرق بين الضاد والظاء. وبأخرة من العصر كتب محمد بن أحمد الجليلى الملقب بأبى راس المتوفى سنة ١٢٣٨ هـ/١٨٢٣ م كتابا لغويا فى نقد القاموس المحيط سماه: إضاءة القابوس على كتاب القاموس.
وعلى شاكلة ازدهار الدراسات اللغوية فى الجزائر منذ القرن السابع الهجرى تزدهر الدراسات النحوية وحامل لوائها فى هذا القرن يحيى بن عبد المعطى الزواوى المار ذكره بين اللغويين والمتوفى بالقاهرة بعد أن تصدّر لتدريس النحو واللغة بها فى الجامع العتيق: جامع عمرو، وله فى النحو ألفية على غرارها نظم ابن مالك ألفيته، ومن مؤلفاته النحوية شرح لكتاب الجمل للزجاجى وحواش على كتاب أصول النحو لابن السراج، وكتاب فى النحو سماه العقود والقوانين، وله كتاب فى شرح أبيات سيبويه. ولعبيد الله النفزى الشاطبى نزيل بجاية المتوفى بها سنة ٦٤٢ هـ/١٢٤٤ م شرح على كتاب المفصل للزمخشرى المتوفى سنة ٥٣٨ للهجرة وكان يتقن شرحه ودرسه للطلاب.
ومن كبار نحاة بجاية فى القرن السابع لغويها المار ذكره يوسف بن يخلف الجزائرى وكان يشرح لطلابه الكتب التالية: كتاب الجمل للزجاجى وكتاب الإيضاح لأبى على الفارسى وكتاب المفصل للزمخشرى ومقدمة ابن بابشاذ النحوى المصرى وقانون أبى موسى الجزولى المتوفى سنة ٦٠٧ هـ/١٢١١ م أو متنه النحوى المقتضب الذى أخذه عن ابن برى المصرى المتوفى سنة ٥٨٢ هـ/١١٨٦ م. وكان يعاصره محمد بن الحسن بن ميمون القلعى المار ذكره آنفا بين اللغويين وهو من قلعة بنى حماد، وكان لغويا ونحويا كبيرا مثل ابن يخلف، استوطن بجاية، وعاش يدرس لطلابها ويقول تلميذه الغبرينى فى ترجمته:«كان له درس يحضره من الطلبة فضلاؤهم ونبهاؤهم، وتجرى فيه المذاكرات المختلفة فى التفسير والحديث وأبيات الغريب من الأشعار، ويعرض من المعانى والأفكار ما لا يكاد يوجد مثله فى نوادر الكتب، وكان قويا فى علم التصريف ومحبا للتعليل، جاريا فى ذلك على سنن أبى الفتح بن جنى، وكان كثير التلامذة والأصحاب، وتقرأ عليه جميع الكتب النحوية واللغوية والأدبية، ويقوم على جميعها أحسن قيام، وهو أفضل من لقيت فى علم العربية». ويذكر الغبرينى من كتب النحو التى كان يدرسها ابن ميمون القلعى للطلاب كتاب الإيضاح لأبى على الفارسى وكتاب سيبويه والمفصل للزمخشرى وقانون أبى موسى الجزولى المسمى بالجزولية. ومن نحاة بجاية فى القرن السابع عبد الله بن محمد الأغماتى نزيل بجاية، وكان فى علم العربية بارعا، وكان يفقه كتاب سيبويه فقها حسنا، إذ كان من أعلم الناس به، وكان يقرن مسائله بعضها إلى بعض ويدرك مقاصده