إدراكا دقيقا، ويقول عنه الغبرينى ناقلا عن بعض تلاميذه:«أما كتاب مفصل الزمخشرى وقانون أبى موسى الجزولى فكانا عنده من المبادئ دالا بذلك على تعمقه لكتب النحو ومسائله وقواعده». ولمحمد بن عبد الرحمن الخزرجى قاضى بجاية المتوفى سنة ٦٩١ هـ/١٢٩٢ م شرح محكم على الجزولية، وكان يدرسها للطلاب دراسة جيدة. وللفقيه الكبير ابن قنفذ أحمد بن حسن القسنطينى المتوفى سنة ٨١١ هـ/١٤٠٩ م الإبراهيمية فى مبادئ علم العربية، وله على ألفية ابن مالك شرح سماه «آية السالك إلى ألفية ابن مالك». وكان ابن مرزوق الحفيد يقرأ لطلابه-أو يقرأ عليه-كتاب سيبويه وكتاب الإيضاح لأبى على الفارسى والألفية وكتاب التسهيل لابن مالك والكافية لابن الحاجب وكتاب المغنى وأوضح المسالك لابن هشام. ولمعاصره إبراهيم بن فائد القسنطينى المتوفى سنة ٨٥٧ هـ/١٤٥٣ م شرح على ألفية ابن مالك، ومنذ ألّف ابن آجرّوم الصنهاجى الفاسى المتوفى سنة ٧٢٣ هـ/١٣٢٣ م متنه البديع فى النحو المسمّى الآجرّومية. والعلماء فى الجزائر وغير الجزائر يتناولونه بالدرس والشرح، ومن شروحه فى الجزائر شرح المحدث الكبير محمد السنوسى المتوفى سنة ٨٩٥ هـ/١٤٩٠ م وشرح معاصره القلصادى الأندلسى نزيل تلسمان وبجاية المتوفى سنة ٨٩١ هـ/١٤٨٦ م.
ويظل علماء النحو فى العهد العثمانى يعنون بشرح متن الأجرومية وألفية ابن مالك، ومن شروح الأجرومية حينئذ شرح محمد بن محمد الصباغ القلعى من نحاة القرن العاشر الهجرى، ونظمها فى القرن الثانى عشر خليفة بن حسن القمارى فى أرجوزة قيل إنه «يرقص لها المبتدى لسلاسة نظمها وعذوبة موسيقاها». ومن نحاة الجزائر المهمين فى القرن الحادى عشر يحيى الشاوى المتوفى سنة ١٠٩٦ هـ/١٦٨٥ م ومن مصنفاته حاشية على شرح المرادى لألفية ابن مالك، وله شرح على كتاب التسهيل لابن مالك، ومختصر فى أصول النحو استضاء فيه بكتاب الاقتراح للسيوطى. ويكثر الشارحون لشواهد كتب النحو، ولأبى القاسم بن محمد البجائى من نحاة القرن الحادى عشر الهجرى شروح لشواهد ثلاثة من كتب ابن هشام، هى القطر وشذور الذهب والقواعد الصغرى.
وبعض النحاة كان يدرس العروض لطلابه، ولذلك ينعت بالعروضى مثل عبد الله بن محمد القسنطينى المتوفى بأخرة من القرن السادس الهجرى، وليحيى بن عبد المعطى المذكور بين النحاة واللغويين منظومة فى العروض بجانب ألفيته فى النحو ونظمه اللغوى لمعجم الجمهرة. وينظم ضياء الدين الخزرجى السبتى فى عصر الموحدين قصيدة فى العروض فى نحو مائة بيت ضمّنها قواعد علم العروض والقوافى، وطارت شهرتها وسميت الخزرجية نسبة إليه، وينسبها بعض الباحثين المعاصرين خطأ لابن أبى الجيش وليس هو صاحب الخزرجية. وشغف بها الجزائريون وتناولها كثير من أعلامهم بالشرح مثل ابن قنفذ المذكور بين النحاة وسمى شرحه: