للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«بسط الرموز الخفية فى شرح عروض الخزرجية» وشرحها ابن مرزوق الحفيد وسمى شرحه: «المفاتيح المرزوقية فى استخراج رموز الخزرجية» وشرحها القلصادى، وله بجانب شرحها مختصر فى العروض. ومن شروح العهد العثمانى على الخزرجية شرح لسعيد قدورة الحفيد المتوفى سنة ١٠٦٦ هـ‍/١٦٥٥ م وشرح ثان لبركات بن باديس المتوفى فى أوائل القرن الثانى عشر الهجرى.

وكانت الجزائر-فيما بيدو-تعتمد فى دراسة البلاغة على ما كتبه ابن رشيق المتوفى سنة ٤٥٦ هـ‍/١٠٦٣ م فى كتابه «العمدة فى صناعة الشعر ونقده» وكان قد طار صيته لا فى القيروان وحدها بل فى جميع البلدان المغربية والمشرقية. وأخذت تشيع شرقا وغربا دراسة المتون البلاغية وشروحها فى القرن السابع وما بعده منذ وضع السكاكى مصنّفه أو كتابه المفتاح وعرض فيه علمى المعانى والبيان، وألحق بهما دراسة للمحسنات اللفظية والمعنوية، وخلفه الخطيب القزوينى وصنع لعرض السكاكى هذه العلوم فى القسم الثالث من كتابه المفتاح تلخيصا، ولم يلبث أن بسط قضاياه فى كتاب ثان سماه الإيضاح، منذ ذلك ودارسو البلاغة العربية فى الجزائر وغير الجزائر يعنون عناية واسعة بكتابيه المذكورين، وخاصة بالتلخيص إذ أخذ يتجرد غير عالم فى كثير من البلدان العربية لشرحه. وكان الفقيهان الكبيران التلمسانيان ابنا الإمام أبو زيد عبد الرحمن بن محمد الشريف التلمسانى وأخوه أبو موسى عيسى رحلا إلى المشرق فى شبابهما لأوائل القرن الثامن الهجرى للتزود من حلقات علمائه ولقيا فى رحلتهما بدمشق أو فى القاهرة الخطيب القزوينى قاضى القضاة بهما فى عهد الناصر بن قلاوون، فحضرا دروسه وحملا عنه مصنفيه البلاغيين: متن التلخيص وكتاب الإيضاح، وأذاعاهما فى موطنهما، وكأن الجزائر اشتغلت بهما عقب تأليفهما سريعا مثل مصر والبلدان المشرقية، ونرى الشريف الحسنى التلمسانى محمد بن أحمد المتوفى سنة ٧٧١ كما مر بنا يعنى بالتلخيص والإيضاح جميعا ويأخذهما عنه الطلاب، وبالمثل كان يدرسهما للطلاب بتلمسان الحافظ الكبير ابن مرزوق الحفيد المتوفى سنة ٨٤٢ وضم إليهما كتاب المصباح فى علوم المعانى والبيان والبديع لبدر الدين ابن النحوى الكبير ابن مالك المتوفى سنة ٦٨٦ هـ‍/١٢٨٧ م. ولمعاصره إبراهيم بن فائد شرح وضعه على متن التلخيص، وشرحه أيضا محمد بن عبد الكريم المغيلى. ويضع عبد الرحمن الأخضرى فى أوائل العهد العثمانى صاحب متن السلم فى المنطق كتابا مختصرا فى علوم البلاغة سماه: «الجوهر المكنون فى الثلاثة فنون: المعانى والبيان والبديع» وشرح مرارا، ومن شروحه شرح محمد بن يوسف الثغرى المتوفى سنة ١١١٥ هـ‍/١٧٠٣ م سماه: «موضح السر المدفون فى الجوهر المكنون» ويضع على بن عبد القادر المشهور باسم ابن الأمين حاشية على شرح السعد التفتازانى لمتن التلخيص.

<<  <  ج: ص:  >  >>