زواوة وغيرها يتجاوزون القراءات السبع إلى ما بعدها من القراءات العشر، وربما إلى ما وراءها من القراءات.
وللجزائر نشاط فى التفسير مماثل لنشاطها فى القراءات، وخاصة منذ القرن السادس الهجرى، وفيه نلتقى بيوسف بن إبراهيم الورجلانى الإباضى المتوفى ببلدته: ورجلان سنة ٥٧٠ هـ/١١٧٥ م ويذكر أحمد توفيق المدنى فى كتاب الجزائر أنه كان له فى التفسير كتاب كبير فى ٧٠ جزءا. ويتكاثر المفسرون بالجزائر منذ القرن السابع، ومنهم على بن أحمد الحرالى نزيل بجاية المار ذكره، ويقول الغبرينى:«له تفسير على كتاب الله تعالى سلك فيه سبيل التحرير فتكلم عليه لفظة لفظة وحرفا حرفا» ومن مفسرى القرن السابع بتلمسان ابن أبى العيش الخزرجى محمد بن عبد الرحيم وفيه يقول يحيى بن خلدون فى كتابه بغية الرواد: له مشاركات فى فنون العلم وكان مؤلفا متقنا فسّر الكتاب العزيز. ومن مفسرى القرن الثامن الهجرى الشريف الحسنى التلمسانى محمد بن أحمد إمام المغرب قاطية، وفيه يقول ابن مريم:«فسّر القرآن فى خمس وعشرين سنة أتى فيه بالعجب العجاب، وكان عالما بحروفه ونحوه وقراءاته وبيانه وبلاغته وأحكامه ومعانيه». ومن مفسرى القرن التاسع سعيد العقبانى المتوفى سنة ٨١١ هـ/١٤٠٨ م وله تفسير لسورة الأنعام والفتح والفاتحة أتى فيه بفوائد جليلة، ولإبراهيم بن فائد المتوفى سنة ٨٥٧ هـ/١٤٥٣ م تفسير للقرآن الكريم. ونلتقي بالمفسر الكبير عبد الرحمن الثعالبى التلمسانى المتوفى سنة ٨٧٥ هـ/١٤٧٠ م وله تفسير دوّت شهرته فى عصره والعصور التالية اختصر فيه تفسير عبد الحق بن عطية الأندلسى ورجع فيه إلى عشرات من كتب التفسير، يقول فى مقدمته:«ضمنته-بحمد الله-المهم مما اشتمل عليه تفسير ابن عطية، وزدته فوائد جمة من غيره من كتب الأئمة وثقات أعلام هذه الأمة حسبما رأيته ورويته عن الأثبات، وذلك قريب من مائة تأليف، وما منها تأليف إلا وهو منسوب لإمام مشهور بالدين ومعدود فى المحققين، وكل من نقلت عنه من المفسرين شيئا فمن تأليفه نقلت وعلى لفظ صاحبه عوّلت، ولم أنقل شيئا من ذلك بالمعنى خوف الوقوع فى الزلل» وقد سمى تفسيره: «الجواهر الحسان فى تفسير القرآن». وقوله إنه رجع فى التأليف إلى مائة تفسير يدل-بوضوح-على أن المشرق لم يؤلف تفسيرا مهما إلا نقله الشيوخ إلى الجزائر. ولا يختص هذا العمل من نقل التراث العلمى المشرقى إلى الجزائر بالتفسير وحده، فقد عم هذا التراث فى القراءات والحديث النبوى والفقه وعلم الكلام والتاريخ وكتب النحو ومعاجم اللغة، بفضل طلاب العلم الجزائريين وشيوخه البررة الذين ظلوا يحملونه طوال القرون الماضية إلى بلدان الجزائر وغير الجزائر من الأقاليم المغربية. ولمحمد السنوسى مختصر حاشية التفتازانى على تفسير الزمخشرى المسمى بالكشاف. ومن تلاميذ الثعالبى محمد بن عبد الكريم المغيلى المار ذكره، ومن مصنفاته:«البدر المنير فى علوم التفسير». ونلتقى فى العهد العثمانى بيحيى الشاوى المار ذكره المتوفى سنة ١٠٩٦ هـ/١٦٨٥ م وله فى