للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التى اعتمد عليها اليونينى فى إخراج صحيح البخارى وتحقيق نصوصه، وسمع أبو الوقت روايته عن أبى الحسن الداودى عن ابن حموية عن محمد بن يوسف الفربرى عن الإمام محمد بن إسماعيل البخارى. وهو سند عال لصحيح البخارى، تسامع به الأندلسيون فرحلوا إلى بجاية لأخذ رواية صحيح البخارى عنه لقصور سندهم له عن هذا السند. وكان يعاصره أحمد بن محمد بن السراج الإشبيلى نزيل بجاية المتوفى سنة ٦٥٧ هـ‍/١٢٥٨ م وكانت له فى الحديث رواية عالية. وكان يعاصرهما حسن بن على بن قنفذ محدث بلده: قسنطينة المتوفى بها سنة ٦٦٤ هـ‍/١٢٦٥ م. وتوفى بمطلع القرن الثامن المحدث الفقيه قاضى الجماعة ببجاية أحمد بن محمد الغبرينى صاحب كتاب عنوان الدراية فى علماء بجاية.

ومن محدثى القرن الثامن الهجرى محمد بن يحيى الباهلى البجائى المتوفى سنة ٧٤٤ ومحمد بن أحمد بن مرزوق الخطيب التلمسانى المتوفى سنة ٧٨٠ هـ‍/١٣٧٨ م ويقول ابن قنفذ فى كتابه الوفيات: كان له طريق واضح فى الحديث وأسمعنا حديث البخارى وغيره، وله شرح جليل على كتاب عمدة الأحكام فى الحديث، وأيضا شرح على كتاب الشفاء للقاضى عياض. وفى سنة ٧٨٤ هـ‍ توفى محدث قسنطينة وقاضيها حسن بن ميمون بن باديس. ومن كبار المحدثين فى القرن التاسع الهجرى محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن مرزوق الملقب بالحفيد إشارة إلى أنه حفيد ابن مرزوق الخطيب، الحافظ المحدث الثقة جامع أشتات العلوم الشرعية والعقلية، وكان لا يترك علما عقليا ولا نقليا إلا ألف فيه، فهو يؤلف فى المنطق كما مر بنا وفى النحو وفى الفقه وينظم فى علوم الحديث أرجوزتين كبرى باسم الروضة وصغرى باسم الحديقة ويدرس للطلاب الصحيحين: صحيح البخارى وصحيح مسلم وجامع الترمذى وسنن أبى داود وعمدة الأحكام فى الحديث سوى الأمهات فى الفقه المالكى والنحو والعربية والبلاغة. وكان يعاصره أحمد بن زاغو المتوفى سنة ٨٤٥ هـ‍/١٤٤٢ م وله شرح على صحيح البخارى وشرح على صحيح مسلم. ونلتقى بأخرة من هذا القرن بالإمام محمد السنوسى، وله مختصر لشرح الأبّى على مسلم، وشرح خصه بمشكلات البخارى ومختصر لشرح الزركشى عليه. ونلتقى فى العهد العثمانى بأسماء علماء كثيرين يدرسون للطلاب بعض أمهات كتب الحديث وخاصة صحيح البخارى، وكانت تقام المهرجانات لختمه فى رمضان. وكان ابن أبى جمرة قد عنى بوضع مختصر لصحيح البخارى فشرحه عبد القادر المجاجى. ويضع بأخرة من العصر عبد العزيز الثمينى الإباضى مختصرا لحاشية مسند الربيع بن حبيب فى ثلاثة أجزاء، ويضع معاصره أحمد بن عمار حاشية على صحيح البخارى.

ومنذ الفتح الإسلامى يتجرد كثيرون من الجيوش الفاتحة لنشر الإسلام فى الجزائر وغيرها من البلاد المغربية وتعليم أهلها الشريعة الإسلامية وتحفيظهم القرآن الكريم. ومرّ بنا فى هذا

<<  <  ج: ص:  >  >>