وناظر الأوقاف ومؤدّب الناشئة والمؤذن والإمام. وكان أحمد فقيها وله من المصنفات كتاب أحكام الحرب وكتاب القسمة وكتاب أصول الأرضين فى كل ما يتصل بها من شئون الملكية والاستثمار والضرائب وهو فى ستة أجزاء، وله أيضا كتاب الألواح وكتاب تبين أفعال العباد.
ومن كبار فقهاء المالكية فى القرن السادس أبو الحسن على بن عبد الرحمن بن أبى قنون المتوفى سنة ٥٥٧ هـ/١١٦٢ م وله المقتضب الأشفى فى اختصار المستصفى للغزالى. ومن فقهاء الظاهرية عبد الله بن جبل الوهرانى الظاهرى المذهب قاضى عبد المؤمن مؤسس دولة الموحدين. ومنهم ميمون بن جبارة المتوفى سنة ٥٨٤ هـ/١١٨٩ م قاضى بجاية، وكان الطلاب يقرءون عليه معيار المعالم والمقاصد للغزالى، ومنهم محمد بن على بن مروان بن جبل قاضى الناصر الموحدى المتوفى سنة ٦٠١ هـ/١٢٠٤ م.
ومن فقهاء الإباضية فى هذا القرن يوسف بن إبراهيم الورجلانى المتوفى سنة ٥٧٠ هـ/١١٧٤ م، وهو تلميذ أحمد بن محمد بن بكر السابق ذكره بين المفسرين-المحدثين، وله كتاب العدل فى أصول الفقه فى ثلاثة أجزاء وكتاب مرج البحرين. ومن كبار فقهاء المالكية فى القرن السابع الهجرى أبو زكريا الزواوى البجائى المتوفى سنة ٦١١ هـ/١٢١٥ م ومنهم محمد بن عبد الحق التلمسانى المتوفى سنة ٦٢٥ هـ/١٢٢٨ م وله فى الفقه: المختار فى الجمع بين المنتقى للباجى والاستذكار، وكتاب غريب الموطأ، ومنهم أبو الحسن على المشهور بابن الزيات مستوطن بجاية، وكان الطلاب يقرءون عليه تهذيب مدوّنة سحنون وكتاب التلقين لعبد الوهاب إمام المالكية وكتاب التفريع لابن الجلاب وكتاب الرسالة لابن أبى زيد. ومنهم إبراهيم بن أبى بكر التلمسانى المتوفى بأخرة من سنة ٦٩٧ هـ/١٢٩٧ م وكان فقيها نابها، وله فى الفرائض أرجوزة لقّبت بلقب «التلمسانية» وهى ضابطة للفرائض محكمة عجيبة الوضع كما يقول ابن فرحون، وشرحها غير فقيه جزائرى مثل ابن زاغو والحباك.
ومن فقهاء بجاية المهمين أبو على ناصر الدين الزواوى وهو الذى جلب إلى بجاية والمغرب مختصر ابن الحاجب فى الفقه المالكى آخر المائة السابعة ومن هذا التاريخ عكف عليه أهل بجاية والمغرب يدرسونه ويشرحونه. ومن كبار الفقهاء فى القرن الثامن الهجرى أبو زيد بن الإمام المتوفى سنة ٧٤٣ هـ/١٣٤٣ م وأبو موسى بن الإمام المتوفى سنة ٧٤٩ هـ/١٣٤٩ م نزلا تلمسان أيام أبى حمو موسى الأول (٧٠١ - ٧١٨ هـ) فبنى لهما المدرسة المعروفة باسم مدرسة أبناء الإمام كما مر، وكان يعاصرهما عمران المشدالى المتوفى سنة ٧٤٥ هـ/١٣٤٥ م ويقول يحيى بن خلدون:«لم يكن فى معاصريه أحد مثله علما بمذهب مالك وحفظا لأقوال الصحابة وعرفانا بنوازل الأحكام وصوابا فى الفتيا» وفى كتاب تعريف الخلف برجال السلف مناظرة بينه وبين أبى زيد الإمام موضوعها الفقيه المصرى عبد الرحمن بن القاسم الذى حمل عنه سحنون المدوّنة المنسوبة إليه خطأ وهى من إملاء أستاذه عبد الرحمن.