للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يعقوب الموحدى فى قصبة مراكش والمسجد الذى بدأه جده عبد المؤمن وأضاف إليه زينات وإضافات وعمد وغير عمد ومأذنته البديعة على أنه كان بمدينة مراكش حينئذ كثير من المهندسين المواطنين والمجلويين من الأندلس المستوطنين فيها، ومما أحدثوه فى المسجد الكبير مقصورة يجلس فيها الخليفة وحواشيه يوم الجمعة وكانت ميكانيكية مثبتة بعجلات فى أسفلها ولها ست أذرع وتمتد بفواصل متحركة (١).

ومن كبار الرياضيين الفلكيين حينئذ أبو على الحسن المراكشى مؤلف كتاب المبادئ والغايات فى علم الميقات ويذكر صاحب كشف الظنون أنه أعظم ما ألف فى هذا الفن، وينقل عنه الأستاذ عبد الله كنون أن أبا على المراكشى رتب هذا الكتاب على أربعة فنون هى الحسابيات فى نحو ثمانين فصلا، ووضع آلات الأسطرلاب ولها سبعة أقسام، وللعمل بها خمسة عشر فصلا، والدربة عليها فى أربعة أبواب أو فصول (٢).

ونمضى إلى عصر المرينيين ونلتقى فى علم الفرائض أو المواريث-وكانوا يلحقونه بالرياضيات-بإبراهيم بن أبى بكر التلمسانى نزيل سبتة الذى مر بنا فى الجزائر وله فى الفرائض أرجوزة سميت التلمسانية شرحت فى سبتة وغير سبتة مرارا، ولابن الشاط المتوفى سنة ٧٢٣ هـ‍/١٣٢٣ م «غنية الرائض فى علم الفرائض». ونلتقى بمفخرة المغرب فى الرياضيات ابن البناء (٣) أبى العباس أحمد بن محمد بن عثمان الأزدى المراكشى المولود بمراكش سنة ٦٥٣ هـ‍/١٢٥٦ م والمتوفى سنة ٧٢١ هـ‍/١٣٢٢ م وقد بلغ الغاية فى مختلف العلوم الدينية واللغوية والبلاغية وبرع إلى الغاية فى العلوم الفلسفية ولا سيما فى الرياضيات والفلك، وله فى الحساب والجبر التلخيص فى أعمال الحساب وعليه يعتمد الطلاب فى جامع أو جامعة القرويين بفاس إلى اليوم، وشرحه بكتاب سماه رفع الحجاب. وطارت شهرته فى حياته وقصده الطلاب من كل فج، وتخرج رياضيون ماهرون على يديه مغاربة وجزائريون مثل الآبلى محمد بن إبراهيم التلمسانى، المتوفى سنة ٧٥٧ هـ‍/١٣٥٦ م. ولابن البناء فى الفلك كتاب اشتهر فى عصره وبعد عصره سماه اليسارة فى تعديل السيارة وله المدخل إلى علم النجوم. ويلمع اسم اللجائى الفاسى عبد (٤) الرحمن بن أبى الربيع المتوفى سنة ٧٧٣ هـ‍/١٣٧٢ م فى الرياضيات والهيئة أو الفلك وقد ابتكر أسطرلابا يلصق فى جدار، والماء يدير شبكته على الصفيحة بحيث يعرف منه مدى ارتفاع الشمس وما مضى من النهار كما يعرف مدى ارتفاع أى كوكب ليلا.


(١) انظر المنونى ص ٧٦، ٨٠.
(٢) راجع الجزء الأول من النبوغ المغربى لكنون ص ١٦٦.
(٣) لابن البناء ترجمات كثيرة فى الكتب السالفة مثل جذوة الاقتباس ونيل الابتهاج ودرة الحجال وأزهار الرياض. وانظر فى مؤلفاته النبوغ المغربى ١/ ٢٣١.
(٤) انظره فى الدرة لابن القاضى ٣/ ٨٢ والجذوة ٢/ ٤٠٢ وكنون ١/ ٢٢٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>