للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن أهم الفقهاء فى عصر السعديين اليسيثنى الفاسى محمد بن أحمد المتوفى سنة ٩٥٩ هـ‍/١٥٥١ م وهو منسوب إلى قبيلة بربرية تسمى يسيثن بالثاء أو بالتاء وكان فقيه فاس ومفتيها، ومنهم مبارك بن على الجزولى المتوفى سنة ٩٨٢ هـ‍/١٥٧٤ م ويقول أحمد بن القاضى إن قراءته لمختصر خليل فى الفقه المالكى بصورة تحرير المسائل فقط كعادة أهل مصر والمشرق. ومنهم المنجور أحمد بن على المار ذكره بين المحدثين وهو أستاذ المنصور الذهبى وأجازه إجازة عامة فى فهرسه، وله فى الفقه شرح المنهج المنتخب للزقاق. ومنهم عبد الواحد الحميدى المتوفى سنة ١٠٠٣ هـ‍/١٥٩٤ م وكان عالما بالفقه مستحضرا لمسائل خليل دءوبا على الإقراء والتدريس، ومنهم يحيى بن محمد السراج الفاسى المتوفى سنة ١٠٠٨ هـ‍/١٥٩٩ م وكان يدرس لطلابه مختصر خليل بن إسحاق المالكى المصرى وشيئا من ألفية ابن مالك والمغنى.

ومن الفقهاء المهمين فى عصر العلويين عبد القادر الفاسى المتوفى سنة ١٠٩١ هـ‍/١٦٨٠ م وله كتاب باسم المسائل الفقهية عرض فيه العبادات الدينية، وأجوبة فقهية عن طائفة من النوازل. ومنهم المسناوى الدلائى محمد بن أحمد المتوفى سنة ١١٣٦ هـ‍/١٧٢٤ م وله رسالة نصرة القبض فى الرد على من أنكر مشروعيته فى صلاتى النفل والفرض، وصرف الهمة إلى تحقيق معنى الذمة. ومنهم أبو على الحسن بن رحال المتوفى سنة ١١٤٠ هـ‍/١٧٢٨ م وله حاشية كبيرة على مختصر خليل وحاشية أخرى على شرح الخرشى عليه، وله أيضا حاشية على شرح ميّارة لتحفة ابن عاصم، ومنهم التاودى بن سودة المذكور بين المحدثين وله حاشية على شرح الزرقانى المصرى لموطأ مالك، وإتحاف الناظر والسامع بشرح مسائل الجامع لخليل وشرح تحفة ابن عاصم وشرح الأربعين النووية، وشرح الزقاقية لأبى الحسن على بن قاسم الزقاق الفاسى المتوفى سنة ٩١٢ هـ‍/١٥٠٦ م.

ولا بد أن نشير-وقد أنهينا الكلام عن الحركة الفقهة-إلى ظاهرة مهمة كان لها تأثير فى ازدهار الفقه وفتاويه، ونقصد ظاهرة المحاماة والمحامين بجانب القضاة، وهى التى استتبعت فى المغرب كما فى الأندلس ظاهرة التوثيق فكان هناك موثقون وكانت هناك كتب للتوثيق يؤلفها الفقهاء الخبراء بالقضاء والفتوى وهى توضح كيفية كتابة العقود فى المعاملات وغيرها كالمزارعات واستئجارات العقار. ويكرر الحسن الوزان فى كتابه وصف إفريقيا الحديث عنهم فى عهده لأوائل القرن العاشر الهجرى (١).

وآن أن نتحدث عن أصحاب علم الكلام أو علم العقيدة كما يسميه المغاربة، وقد مر بنا فى الفصل الماضى حديث عن المعتزلة: الفرقة الكلامية المشهورة فى القرن الثانى الهجرى وأن


(١) وصف إفريقيا ص ٣٤٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>