للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقلت خلّوا طريقى-لا أبا لكم- ... فكلّ ما قدّر الرحمن مفعول

كلّ ابن أنثى وإن طالت سلامته ... يوما على آلة حدباء محمول

أنبئت أنّ رسول الله أوعدنى ... والعفو عند رسول الله مأمول

مهلا هداك الذى أعطاك نافلة ال‍ ... قرآن فيها مواعيظ وتفصيل

لا تأخذنّى بأقوال الوشاة ولم ... أذنب ولو كثرت عنى الأقاويل

إن الرسول لنور يستضاء به ... مهنّد من سيوف الله مسلول (١)

فى عصبة من قريش قال قائلهم ... ببطن مكة لما أسلموا زولوا (٢)

زالوا فما زال أنكاس ولا كشف ... عند الّلقاء ولا ميل معازيل (٣)

ومضى يمدح المهاجرين حتى قال:

يمشون مشى الجمال الزّهر يعصمهم ... ضرب إذا عرّد السّود التنابيل (٤)

يعرّض بالأنصار لغلظتهم-كانت عليه-فأنكرت قريش ما قال، وقالوا لم تمدحنا إذ هجوتهم. ولم يقبلوا منه ذلك حتى قال يذكر الأنصار:

من سرّه كرم الحياة فلا يزل ... فى مقنب من صالحى الأنصار (٥)

الباذلين نفوسهم لنبيّهم ... يوم الهياج وسطوة الجبّار

يتطهّرون-كأنه نسك لهم- ... بدماء من علقوا من الكفّار (٦)

صدموا عليّا يوم بدر صدمة ... دانت لوقعتها جميع نزار (٧)


(١) المهند: السيف المطبوع من حديد الهند وهو خير السيوف.
(٢) زولوا: هاجروا.
(٣) أنكاس: جمع نكس وهو الضعيف. الذليل. كشف: جمع أكشف وهو الذى ينكشف فى القتال وينهزم. ميل: جمع أميل وهو الجبان. معازيل: جمع معزال: وهو الذى ينعزل فى الحرب عن صحبه ومن يستغيث به.
(٤) الزهر: البيض. عرد: نكل وجبن. التنابيل: القصار.
(٥) المقنب: جماعة الخيل والفرسان.
(٦) علقوا: قتلوا.
(٧) يريد بعلى بنى على بن مسعود وهم بنو كنانة.

<<  <  ج: ص:  >  >>