للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من أعمالكم. أيها الناس! {(إِنَّمَا النَّسِيءُ (١)} زِيادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عاماً وَيُحَرِّمُونَهُ عاماً لِيُواطِؤُا عِدَّةَ ما حَرَّمَ اللهُ فَيُحِلُّوا ما حَرَّمَ اللهُ).

إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض، {(إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اِثْنا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ، مِنْها أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ): } ثلاثة متواليات وواحد فرد. ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب الذى بين جمادى وشعبان، ألا هل بلغت؟ اللهم اشهد. أيها الناس! إن لنسائكم عليكم حقّا، ولكم عليهن حق، لكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم غيركم، ولا يدخلن أحدا تكرهونه بيوتكم إلا بإذنكم، ولا يأتين بفاحشة مبيّنة، فإن فعلن فإن الله قد أذن لكم أن تعضلوهن (٢) وتهجروهن فى المضاجع وتضربوهن ضربا غير مبرح (٣). فإن انتهين وأطعنكم فعليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف.

وإنما النساء عندكم عوان (٤)، لا يملكن لأنفسهن شيئا، أخذتموهن بأمانة الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله، فاتقوا الله فى النساء، واستوصوا بهن خيرا، ألا هل بلغت؟ اللهم اشهد، أيها الناس! إنما المؤمنون إخوة، ولا يحلّ لامرئ مسلم مال أخيه إلا عن طيب نفس منه، ألا هل بلغت؟ اللهم اشهد.

فلا ترجعنّ بعدى كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض، فإنى قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا بعده: كتاب الله، ألا هل بلّغت؟ اللهم اشهد.

أيها الناس! إن ربّكم واحد وإن أباكم واحد، كلكم لآدم، وآدم من تراب.

أكرمكم عند الله أتقاكم. إن الله عليم خبير. ليس لعربى على عجمى فضل إلا بالتقوى، ألا هل بلغت؟ اللهم اشهد. قالوا: نعم، قال: فليبلّغ الشاهد الغائب. أيها الناس! إن الله قسم لكل وارث نصيبه من الميراث، فلا تجوز وصية لوارث فى أكثر من الثلث. والولد للفراش وللعاهر الحجر (٥)، من ادّعى إلى غير أبيه أو تولّى غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين،


(١) النسيئ: شهر المحرم كانوا يحرمونه عاما، ويحلونه عاما آخر إن أرادوا الإغارة، فيقولون إنه بعد شهر صفر ويؤجلونه.
(٢) تعضلوهن: تضيقوا عليهن.
(٣) الضرب غير المبرح: الضرب الخفيف.
(٤) عوان: جمع عانية وهى الأسيرة، أى هن عندكم بمنزلة الأسيرات.
(٥) للفراش: أى لصاحبه، وللعاهر الحجر: أى أن هذا مقضى به رغم أنفها أو لعله يشير إلى رجمها.

<<  <  ج: ص:  >  >>