فى الجزء الأول من كتابه الكامل والنويرى فى نهاية الأرب فصولا طويلة، وكذلك صنع الميدانى فى الفصل التاسع والعشرين من كتابه مجمع الأمثال إذ تناول منها مائة واثنين وثلاثين يوما ضبط أسماءها وذكر القبائل التى اشتركت فى كل منها.
وتسمّى هذه الأيام والحروب غالبا بأسماء البقاع والآبار التى نشبت بجانبها مثل يوم عين أباغ وكان بين المناذرة والغساسنة ومثل يوم ذى قار وكان بين بكر والفرس ويوم شعب جبلة وكان بين عبس وأحلافها من بنى عامر وذبيان وأحلافها من تميم. وقد تسمى بأسماء ما أحدث اشتعالها مثل حرب البسوس وحرب داحس والغبراء.
ومن أيامهم المشهورة يوم خزاز وكان بين ربيعة واليمن من مذحج وغيرهم ويوم طخفة بين المنذر بن ماء السماء وبنى يربوع ويوم أوارة الأول بينه وبين بنى بكر ويوم أوارة الثانى بين ابنه عمرو بن هند وبنى تميم ويوم ظهر الدّهناء بين بنى أسد وطيئ ويوم الكلاب الأول بين بنى بكر وعشائر من تميم وضبة بقيادة شرحبيل ابن الحارث الكندى وبين تغلب والنمر وبهراء بقيادة أخيه سلمة وأيام الأوس والخزرج ومرّ ذكرها فى غير هذا الموضع، ويوم حوزة الأول بين سليم وغطفان ويوم اللّوى بين غطفان وهوازن ويوم الكلاب الثانى بين تميم وبنى عبد المدان النجرانيين ويوم الوقيط بين تميم وربيعة وكذلك يوم جدود وذى طلوع والغبيط وزبالة ومبايض والجفار. ويوم الرّحرحان بين قيس وتميم وكذلك الصرائم والمروت والنّسار، ويوم الشقيقة بين ضبة وبنى شيبان، ويوم بزاخة بين ضبة وإياد ويوم دارة مأسل بينها وبين بنى عامر. وكانوا لا يقتتلون فى الأشهر الحرم. ومع ذلك وقعت فيها بعض مناوشات تسمى بأيام الفجار بين كنانة وهوازن يومها الأول، أما يومها الثانى فكان بين كنانة وقريش وبين بنى عامر وتبعت ذلك أيام أخرى. وسنقف قليلا عند حرب البسوس وحرب داحس والغبراء لأنهما من أشهر حروبهم وأطولها زمنا.
أما حرب البسوس فقد اشتعلت بين قبيلتى بكر وتغلب فى أواخر القرن الخامس الميلادى. وكان سببها اعتداء كليب سيد تغلب-وكان قد طغى واشتد بغيه- على ناقة للبسوس خالة جسّاس بن مرة سيد بنى بكر، إذ رمى ضرعها بسهم،