للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بنى خلفاء الله مهلا فإنما ... يبوّئها الرحمن حيث يريد (١)

إذا المنبر الغربىّ خلّى مكانه ... فإن أمير المؤمنين يزيد

على الطائر الميمون والجدّ صاعد ... لكلّ أناس طائر وجدود (٢)

ويقال إن معاوية أقبل عليه، فقال: ننظر فيما قلت يا مسكين ونستخير الله، ووصله هو وابنه يزيد وأجزلا صلته.

ومن شعراء آل أبى سفيان المتوكل (٣) الليثى وعبد الله (٤) بن همّام السلولىّ «وكان مكينا حظيّا فيهم وهو الذى حدا يزيد بن معاوية على البيعة لابنه معاوية» فى أشعار يرويها الرواة، كان يرثى فيها أباه ويحضه على البيعة لابنه من مثل قوله (٥):

اصبر يزيد فقد فارقت ذامقة ... واشكر حباء الذى بالملك حاباكا

لا رزء أعظم فى الأقوام نعلمه ... كما رزئت ولا عقبى كعقباكا

أصبحت راعى أهل الدين كلّهم ... فأنت ترعاهم والله يرعاكا

وفى معاوية الباقى لنا خلف ... إذا نعيت ولا نسمع بمنعاكا

ونمضى إلى عصر المروانيين، وأول من نلقاه من شعرائهم أبو العباس (٦) الأعمى الشاعر المكى مولى بنى الدّئل يقول أبو الفرج الأصبهانى: «كان من شعراء بنى أمية المعدودين المقدّمين فى مدحهم والتشيع لهم وانصباب الهوى إليهم» ونراه حين غلب ابن الزبير على الحجاز ونفى عنه الأمويين وعلى رأسهم مروان ابن الحكم يبكيهم بأشعار كثيرة من مثل قوله:

ولم أر حيّا مثل حىّ تحمّلوا ... إلى الشام مظلومين منذ بريت (٧)

أعزّ وأمضى حين تشتجر القنا ... وأعلم بالمسكين حيث يبيت


(١) يبوئها: ينزلها.
(٢) الجد: الحظ.
(٣) انظر الأغانى (طبع دار الكتب) ١٢/ ١٥٩.
(٤) انظر فى ترجمته الشعر والشعراء ٢/ ٦٣٣ وابن سلام ص ٥٢٢ والخزانة ٣/ ٦٣٨.
(٥) البيان والتبيين ٢/ ١٣٢. والمبرد ص ٧٨٥ وراجع المصادر السابقة.
(٦) انظر فى ترجمته الأغانى (طبع الساسى) ١٥/ ٥٧ ونكت الهميان للصفدى ص ١٥٣ ومعجم الأدبا ١١/ ١٧٩ والتهذيب ٣/ ٤٤٩ والبيان والتبيين ١/ ٢٣٢، ٢٣٣.
(٧) تحملوا: ارتحلوا. بريت: خلقت.

<<  <  ج: ص:  >  >>