للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إذا مات منهم سيّد قام سيد ... بصير بعورات الكلام زميت (١)

وقوله:

ليت شعرى أفاح رائحة المس‍ ... ك وما إن أخال بالخيف أنسى (٢)

حين غابت بنو أميّة عنه ... والبهاليل من بنى عبد شمس

خطباء على المنابر فرسا ... ن عليها وقالة غير خرس

لا يعابون صامتين وإن قا ... لوا أصابوا ولم يقولوا بلبس

وبلغ ابن الزبير نبذ من كلامه وأنه يمدح عبد الملك ويرسل له بجوائزه وصلاته، فنفاه إلى الطائف، وهناك أخذ يهجوه وآله هجاء مرّا، محرضا عبد الملك على حربه، وعلى نحو ما كان ينحرف عن ابن الزبير كان ينحرف عن بنى هاشم، وفى ذلك يقول لأبى الطفيل عامر بن واثلة وكان شيعيّا:

لعمرك إننى وأبا طفيل ... لمختلفان والله الشهيد

لقد ضلّوا بحب أبى تراب ... كما ضلّت عن الحق اليهود

ويقال إنه أدرك دولة بنى العباس، وتروى له أشعار مختلفة-إن صحت-فى بكاء الأمويين، يتفجع فيها عليهم ويتحسر تحسرا شديدا من مثل قوله:

خلت المنابر والأسرّة منهم ... فعليهم حتى الممات سلام

وممن كان يلهج بهم ويقف فى صفوفهم نابغة بنى شيبان (٣) عبد الله بن المخارق، ويستظهر أبو الفرج أنه كان نصرانيّا، لحلفه بالإنجيل والرهبان والأيمان التى يحلف بها النصارى، وفى ديوانه أشعار كثيرة تدل أنه اعتنق الإسلام من مثل قوله:

ويزجرنى الإسلام والشّيب والتّقى ... وفى الشّيب والإسلام للمرء زاجر


(١) زميت: وقور.
(٢) الخيف: ناحية من منى بمكة.
(٣) انظر فى ترجمته الأغانى (طبع دار الكتب) ٧/ ١٠٦ وقد نشرت دار الكتب ديوانه.

<<  <  ج: ص:  >  >>