للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان منقطعا إلى عبد الملك، فلما همّ بخلع أخيه عبد العزيز وتولية ابنه الوليد العهد مثل بين يديه ينشده قصيدة طويلة يقول فى تضاعيفها:

لابنك أولى بملك والده ... ونجم من قد عصاك مطّرح

فعلم الناس أن هذا هو رأى عبد الملك. وظل من بعده يمدح أبناءه، وله تهنئة طويلة ليزيد حين قضى أخوه مسلمة على ابن المهلب. ولزم بعده ابنه الوليد، وله فيه مدائح كثيرة، وكان من هواه فى الخمر والشراب، وله فيها أشعار طريفة.

وعلى شاكلته فى الانتصار لبنى مروان أعشى قبيلته عبد (١) الله بن خارجة، وكان شديد التعصب لهم، وله فى عبد الملك مدائح كثيرة، يحضه فيها على حرب ابن الزبير والقضاء عليه من مثل قوله:

آل الزبير من الخلافة كالتى ... عجل النّتاج بحملها فأحالها (٢)

قوموا إليهم لا تناموا عنهم ... كم للغواة أطلتم إمهالها

إن الخلافة فيكم لا فيهم ... ما زلتم أركانها وثمالها (٣)

أمسوا على الخيرات قفلا مغلقا ... فانهض بيمنك فافتتح أقفالها

ومن شعراء بنى أمية أبو عطاء (٤) السّندىّ مولى بنى أسد، وكانت فيه لكنة سبق أن تحدثنا عنها وكان من شعراء يزيد بن عمر بن هبيرة آخر ولاة الأمويين على العراق، ولما قتله العباسيون رثاه مراثى بديعة. وقد عاش إلى أيام المنصور، ونراه يبكى بنى أمية حين سقطت دولتهم هاجيا العباسيين فى أشعار كثيرة من مثل قوله:

يا ليت جور بنى مروان عاد لنا ... وأنّ عدل بنى العباس فى النار

وقوله:

بنى هاشم عودوا إلى نخلاتكم ... فقد قام سعر التّمر صاعا بدرهم

فإن قلتم رهط النبىّ وقومه ... فإن النصارى رهط عيسى بن مريم


(١) انظر ترجمته فى الأغانى طبع (ساسى) ١٦/ ١٥٥ وقد نشر جاير ديوانه ملحقا بديوان أعشى قيس.
(٢) أحالها: جعلها لا تنتج.
(٣) الثمال: الغياث الذى يقوم بأمر قومه.
(٤) انظر فى ترجمة أبى عطاء أغانى (ساسى) ١٦/ ٧٨ والشعر والشعراء ٢/ ٧٤٢ والخزانة ٤/ ١٧٠ ومعجم الشعراء للمرزبانى ص ٤٥٦ والعينى ١/ ٥٦٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>