للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويحدثنا فى بعض شعره عن تخمته وبشمه، كما يحدثنا عن تشوقه دائما لكل ما على الموائد ولهفته عليه كقوله فى قطائف قدّمت إليه (١):

قطائف قد حشيت باللّوز ... والسكّر الماذى حشو الموز (٢)

تسبح فى آذىّ دهن الجوز ... سررت لما وقعت فى حوزى (٣)

سرور عباس بقرب فوز

فهو يغرم بتلك القطائف، وكأنها معشوقته أو كأنه عباس بن الاحنف الذى اشتهر بعشقه لفوز عشقا ملك عليه كل مشاعره وعواطفه وأهوائه.، ولم يكن بن الرومى يعشق القطائف وصنوف الحلوى والأطعمة فحسب، بل كان يعشق معها أيضا الفاكهة، وكأنها كانت غذاء لقلبه قبل أن تكون غذاء لمعدته، ومما كان يعشقه من ألوانها الموز وكذلك العنب الرازقى، وفيه يقول (٤):

ورازقىّ مخطف الخصور ... كأنه مخازن البلّور (٥)

وفى الأعالى ماء ورد جورى ... لم يبق منه وهج الحرور (٦)

إلا ضياء فى ظروف نور ... لو أنه يبقى على الدهور

قرّط آذان الحسان الحور ... له مذاق العسل المشور

ونكهة المسك مع الكافور

ومرّ بنا فى حديثنا عن الملاهى أنه كان من أهم ملاهيهم لعبتا النّرد والشطرنج، ويسوق المسعودى فى «مروجه» طائفة من الأشعار التى نظمت حينئذ فى اللعبتين، ويذكر أن أصحابهما وصفوهما فى أشعار كثيرة، ومما اختاره منها فى الشطرنج ووصف اللعب به وما يدور على رقاعه من معاركه قول على بن الجهم (٧):


(١) الديوان ص ٤٧٧.
(٢) الماذى: شديد الحلاوة.
(٣) آذى: موج.
(٤) الديوان ص ١٩٥ وزهر الآداب ٢/ ٩.
(٥) مخطف: ضامر.
(٦) الورد الجورى: ورد شديد الحمرة.
(٧) مروج الذهب ٤/ ٢٣٥ والديوان (طبعة المجمع العلمى العربى بدمشق) ص ١٧٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>