ما قولكم فيمن يقول: لا يحل السحر إلا ساحر، نرجو التفصيل في المسألة؟
الجواب
السحر في هذه الأيام انتشر -والعياذ بالله- وشكا منه الناس بشكل فضيع جداً، ولما اشتكوا منه جاء الشيطان بالعلاج الآخر، قال: هناك ناس يعالجون ويفكون السحر، فيهرب الناس من السحرة إلى السحرة! والواجب علينا جميعاً أن نتحصن من شر الشيطان -وهو رأس السحر والشر- ومن أعوانه بما أعطانا الله من أذكار الصباح والمساء وهي بين أيدينا، والمعوذات، وقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، في اليوم مائة مرة، وقول: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم، إلى آخر الأذكار وهي معروفة عندكم، فمثلاً: كتاب صحيح الكلم الطيب موجود بثلاثة ريالات أو بأربعة، ينبغي أن يكون في كل بيت وتقرأ الأذكار الصحيحة التي فيه.
ثم إذا وقع الإنسان في شيء من ذلك، وابتلاه الله به فليصبر! أما أصيب بعضهم بالسرطان؟ -نسأل الله أن يعافينا وإياكم- أو بتلوث في الرئة! فنصبر ونحتسب، فكذلك إذا ابتلينا بالسحر، فلنصبر، ونلجأ إلى الله ونتخذ الأسباب المشروعة من: قراءة القرآن وخاصةً سورة البقرة والمعوذتين وما أشبه ذلك، نقرأ ونجتهد وندعو الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ومن استطاع منا أن يرقي أخاه أو ينفعه، فليفعل.
أما الذهاب إلى الذين يرقون بغير الكتاب والسنة، وإن قرأ أول الأمر آيات، ثم همهم بعد ذلك وغمغم ودندن بكلمات غير معلومة وغير مفهومة، فنعلم أن هذا ساحر، ولا يجوز أن نذهب إليه.
وإذا قال: خذ كذا، وضع حجاباً وعلقها، أو احتجب عن الناس أربعين يوماً، ولا تأكل كذا، وافعل كذا، واذبح دجاجة سوداء أو تيساً أسود، ولا تتفل عليه امرأة، وكذا إذا بدأت الصكوك الوثنية، فاعلم أن هذا سحر.
أما المؤمن فإنه إنما يقرأ من كتاب الله، ومن الأدعية الواردة وينفث ويدعو، وهذا في إمكانك أنت أن تقوم به لقريبك إذا ابتلي الله أنت تقرأ وتخلص وتجتهد في الدعاء ويحفظه الله، من غير أن تذهب إلى أحد من الناس.
وأنصح طلبة العلم أن لا ينساقوا وراء بعض ما قد يسوله الشيطان، فيفرغوا أوقاتهم ويتخلوا عن دعوتهم وعن طلب العلم من أجل هذه القراءة! وربما أدَّى بهم ذلك إلى الفتنة والعياذ بالله.