لما ظهر هذا الحدث الكبير تباينت ردود الأفعال، فـ فرنسا تلمح بأن الجيش سيحل المشكلة، مع أنهم يزعمون أنهم دعاة الديمقراطية، ويقولون: إن الثورة الفرنسية فجرت الديمقراطية في العالم، لأنها حررت الشعوب، وعبرت عن إرادتها، وهذا شعب عبر عن إرادته، فلماذا تلمحون أن الحل سيكون في تدخل الجيش؟! وبعض الدول والإذاعات والصحافات سكتت، ولم تتكلم مطلقاً، ولو كانت جبهة اشتراكية في كولومبيا أو جامايكا أو غيرها لجاء الخبر على الفور، لكن في بلد إسلامي كبير يبلغ تعداده حوالي ثلاثين مليون، وهناك أحداث خطيرة، ومع ذلك لا تسمع لهم حساً، وبعض الصحف كتبت عن " جبهة الإنقاذ " ولم تذكر الإسلامية، لماذا؟ إنهم يريدون أن يظهروها كغيرها من القوى، وإلا لماذا لم تميز؟! وبعض الصحف تجرأت أكثر، ومنها جريدة الشرق الأوسط، وقالت كلاماً عجيباً، حتى كلام الشيخ حاولت أن تحرفه وتؤول معناه، فلقد حاولت في قضية الجزائر أن تدخل البلبلة بعناوينها، ومن ذلك كلمة بعنوان:(كلمة لا بد منها حول الانتخابات الجزائرية) تقول: 'إنا قد علمتنا التجارب أن القوى التي تعيش في ضمن قالب أيديولوجي- أي: عقدي- جامد، أو تتعرض للقهر والاضطهاد، ولا تجد أمامها الفرصة الكاملة للتنفيس أو التعبير عن الرأي، تطرح شعارات مبسطة تتعاطف معها الجماهير' ومعنى كلامها: أن الناس مغفلون، وتقول: 'ومع الوقت تصبح بعض الشعارات التي دغدغت أحلام الناس بتذليل كل الصعاب، وترياق يعالج كل المشاكل، ويسهل تصديق هذه الشعارات، وتتحول من زفرة للفت النظر إلى برنامج عمل سياسي' فانظروا كيف الطعن والدس! وبعدما يذكر قدوته الاتحاد السوفيتي والقوى الاشتراكية، كما قرر جار الله الخبيث وأمثاله، أي: أن الإسلام والشيوعية عندهم نظامين شموليين، ويقول:(تجارب روسيا دلت على هذا، وكذلك هناك تدل على أن الحكم أكثر من مجرد شعارات ونية طيبة واستلهاب للهمم أو تحريض للشارع، فالمشاكل المتراكمة لا تحلها النظرات المثالية، ولا تنهض بأعباء حلها الشعارات أو تغيير الأسماء والوجوه وإنهاء سلطة هذا الحزب وإسناد الرأي لذلك، إنما تكمن في الحلول وفي الرؤية الواقعية الاختبارية لحقيقة الأوضاع لكي تصبح الحرية والكساء والغذاء والطبابة في متناول كل عقل وكل جسد).
فهو مقصوده إبعاد الدين! وهذه نظرة مادية بحتة، وهذه الدول الغربية تؤمن لمواطنيها الدواء والغذاء والراحة والحرية، حرية: التعري، والزنا، والسكر، والعربدة فهذا هو النموذج، أما الشعارات والدعوة للدين والإسلام، فلا يريدونه لا في الجزائر، ولا في أي مكان على حسب رأي الجريدة، يقول:(وفي بذل الجهد وجمع طاقات أبناء الشعب تحت مظلة الأمن والانسجام الاجتماعي بعيداً عن صفات التشنج والعصبية التي تزرع الريح فلا تحصد إلا العاصفة) إلى آخر ما قالوا وما كتبوا، فهناك ردود فعل كثيرة جداً، وما زالوا في أولها.