للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[مقرر التوحيد للسنة الثالثة المتوسط]

حذف من المنهج من (٩٥ - ١١٠) وحذف "موقف العقيدة الإسلامية من التيارات والمذاهب الفكرية الحديثة" لأن هذا الكلام يغضب البعثيين والقوميين والاشتراكيين والعلمانيين والحداثيين, فهم لا يريدون هذا الكلام, أيكون الأب حداثياً، وولده يدرس موقف العقيدة الإسلامية من التيارات الفكرية الحديثة؟! فحتى يوفقوا بين ما يهوونه وما يدرسونه قاموا بإلغائها.

كما ألغي موضوع "نظرة الإسلام إلى الوجود" و"ثروة الشريعة الإسلامية" و"ضرورة تحكيم الشريعة الإسلامية في جميع شئون الحياة".

فكأنهم يقولون: يكفي بعض الجوانب, أما كلها فهذا تطرف.

وحذفت "أساليب الدعوة الحديثة" وموضوع "إعداد الطالب روحياً وفكرياً واجتماعياً ليكون قدوة حسنة".

وحذف موضوع "سماحة الإسلام" ويُسر تعاليمه وأسئلة على الموضوعات, "ونبذة عن العقيدة الإسلامية" كل هذه الموضوعات حذفت, في مقرر التوحيد للسنة الثالثة المتوسط, ولا حول ولا قوة إلا بالله.

وأنا -أيها الإخوة- لم أذكر إلا جزءاً، ولذلك فإن علينا مسئولية كبيرة لا نعفى عنها, لا في الدنيا, ولا بين يدي الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى, بل ربما يحاسبنا عليها أبناؤنا أنفسهم في هذه الدنيا، ويسألوننا: لماذا لم ننكر هذا؟ فعلى كل واحد منا أن يكتب ويقدم، وتصوروا لو أن كل أب غيور, سأل أبناءه وتأكد ولاحظ ما قلته، وقارن بين منهج هذه السنة ومنهج السنة الماضي وكتب , فلا شك أن يتغير المنهج ويعود إلى الأصل الصحيح, بل يزاد فيه, فإذا كان الروافض طالبوا واستجيب لهم بالباطل, فيجب أن تطالبوا أنتم ويستجاب لكم بالحق, فهذه أمانة عظيمة أنا ألقيها في أعناقكم, وأنتم آباء وأنتم مدرسون، وأن كل واحد منا يتنبه لأبنائه, وهذه أمانة عظيمة, وليس هذا المنكر مثل أي منكر أو مثل أية حادثة عابرة، ليس كحفلة فيها اختلاط, ولا كصورة عليها صليب, بل إنها أكبر من ذلك بكثير.

إنها أجيال كاملة تتربى على غير وضوح في العقيدة, وعلى غير فهم للتوحيد, وعلى غير معرفة لأحكام دينها الأساسية.

إن ذلك تقليص لدينها وإضافة لمواد أخرى لا تنفعها جيل بأكمله, قد ينصر فيما بعد, قد يُرفَّض قد يصوّف! وهذه قضية خطيرة, أخطر من أية قضية أخرى قد تتصورونها, لعلاقتها الأساسية والمباشرة بتوحيد الله وهو أساس كل شيء، وبالعقيدة وبالأحكام الأساسية في حياة الإنسان المسلم.

فلا بد من الإنكار من الجميع كلُّ بحسبه, وبالأسلوب الذي يستطيع, وليكن الإنكار في الصحف, وأنا أشكر الإخوة الذين كتبوا وأعطوني صوراً من مقالات ذكرت في الصحف سواءً نشرتها الصحف أم لم تنشرها, لكن اكتبوا وأكثروا على الصحف, وسوف ترون أثر ذلك -إن شاء الله- بل إن بعضها قد نشر.

وحتى لو قالوا: نحذف بعض المنهج فلماذا الحذف؟ ولماذا يعاد كل سنة طبعات جديدة بملايين الريالات؟ لماذا يريدون هذا التخفيف على الطلاب؟ حتى يتفرغوا لمتابعة الكرة والبث المباشر واللهو! أو أننا نريد أمة عالمة بدينها, غير جاهلة ولا مجهلة.

ولم نستوعب كل التعديلات.

فهذا أحد المعلمين يقول: إن هناك حذفاً في التاريخ، وهذا يدل على أن الإخوة المعلمين لديهم شعور بأن هذا الموضوع في غاية الحساسية والخطورة والأهمية, ويقول: لا يكفيني مجرد كلام عابر، بل لا بد من رصد لهذه الحركات, ووضع البرامج اللازمة لمقاومة ذلك.

والمعلم يستطيع أن يُدرك أكثر من غيره الفروق بين المنهج القديم الذي لم يُلغَ والذي ألغي, ويستطيع أن يبرئ ذمته بأن يعطي كل طالب من طلابه بياناً بذلك، ويوضح لهم حتى يستنكر آباؤهم, ولا يكن همَّ المعلمين أن يأخذ الراتب، فلن تنفعنا هذه الرواتب وهذه المناصب وهذه الدنيا إن كنا نضحي بديننا.

يا أخي! أخبر كل طالب بأن عليه أن يحدث أباه أن المناهج قد حذفت وقد غيرت, لعل أباه يتصرف.

يجب علينا جميعاًَ أن نتعاون في هذا وأن نطالب، والحمد لله أن الموضوع سبق فيه مطالبة, ونحن إن طالبنا نحركها, وتقدم بعض الغيورين إلى سماحة الشيخ عبد العزيز وإلى هيئة كبار العلماء, وطالبوا بأن تبقى المناهج، بل أن تزاد وتقوى من الناحية الإسلامية, فمطالبتنا تزيد الموضوع قوة وتحريكاً , أي: أن الموضوع من قبل قد طولب به, ومن المنطقة الغربية لا أظن أن أحداً سبق أن تحرك وتكلم, فلذلك نستعرض لكم هذا لنقوم بواجبنا أسوة بإخواننا في المناطق الأخرى, جزاهم الله خيراًَ.