للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[أحوال الدعاة المرسلين إلى البوسنة والهرسك]

السؤال

يقول: أرجو منك الكلام عن أخبار مشروعكم المتميز الذي قمتم فيه باختيار الدعاة وإرسالهم للبوسنة والهرسك لينشروا العقيدة ويفقهوا في الدين؟

الجواب

الحقيقة أنه ليس متميزاً، وإنما هو مشروع عادي أو فكرة عادية جداً، والإخوة يتطوعون بالذهاب وتحسب المدة لهم، وطبعاً ليسوا دعاة متفرغين كالمنصرين بالملايين أو بمئات الآلاف، ولا عندنا أيضاً من يتفرغ لمدة سنة براتبه؛ بل بعض الإخوة يقول: لا أستطيع أكثر من عشرة أيام، فتكفل بعض المحسنين أثابهم الله بالتذاكر والإخوة بالذهاب، وبعض الجمعيات هنالك: كجمعية الوقف، والمنتدى، ومؤسسة الحرمين، تكفلت بترتيب أمور الدعاة، فكان التعاون من أطراف عدة، وليس لنا فيه كبير فضل، ولكن فوائده عظيمة ولله الحمد والفضل والمنة، وأثمرت ثمرة كبيرة جداً رغم ضعف الجهود وقلتها، ونسأل الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أن يبارك فيها.

وقلت للإخوان الكرام الذين رجعوا: لو لم يكن إلا أنكم رأيتم ما رأيتم، وقد رأو المنصرين من أمريكا، وألمانيا، والسويد وغيرها يأتون لتنصير المسلمين ويأخذون أطفال المسلمين وهم ينظرون، وبعض الإخوة كتب كتابات مبكية، وبعضهم تأثر تأثراً بالغاً جداً حتى إن حياتهم قد تغيرت، لما رأوا ما آلمهم من الحرقة على هذا الدين، يقول أحدهم: أنا أتكلم مع المسلمين وأشرح لهم التوحيد أو الصلاة، ويأتي الراهب الأمريكي بموز وبحلوى، وإذا بهم يذهبون من الجوع -وخاصة الأطفال- إليه، ثم يحملهم في الحافلات إلى الكنيسة، وأنا واقف أتكلم! فكيف يكون شعور المسلم؟! وأحداث أخرى، يطول المقام لو ذكرناها.

فمما أفدناه فعلاً هو أن نعرف خطر هؤلاء الأعداء، وأنهم مهما أظهروا ومهما قالوا، فإن الأمر كما قال الله تبارك وتعالى في حقهم: {قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ} [آل عمران:١١٨] يُرِيدُونَ أَنْ يطفئوا نُورَ اللَّه بأفواههم وبتنصيرهم كما ذكر الله تبارك وتعالى: {يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} ونرجوا أن يتحقق فيهم قول الله {فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ} [الأنفال:٣٦] ونرجوا أن يكون لهذا المشروع أثره الطيب، وأن يحتذى بمثله، وقد سبقنا في هذه المنطقة الطيبة إلى شيء من هذا وأكثر إن شاء الله.