للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[هو الرحمن الرحيم]

قال الله عز وجل: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} [يونس:٥٨].

قال السلف رحمهم الله: فضل الله ورحمته: هي القرآن، والإسلام، والإيمان، والوحي، ورسالة محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكل ذلك صحيح وهذا هو من زيادة الأمثلة المتنوعة لشيء واحد.

الله تعالى أنعم علينا بهذا الدين، فبه نفرح وهو خيرٌ مما يجمعون، فمهما جمعنا في الدنيا، فإن هذا الدين الذي أعطانا الله هو خير مما نجمع، من هم أغنى أغنياء العالم؟ -والغنى لله الحق تبارك وتعالى- هم اليهود.

أيها الإخوة: هذه البنوك الربوية التي تمتد من بلادهم إلى بلادنا -مع الأسف- أكثرها وأكبرها لليهود، وهل اليهود مكرمون عند الله؟ {لو كانت الدنيا تساوي عند الله جناح بعوضة ما سقى كافر منها شربة ماء} أبداً، لكن لا تعدل ذلك ولا تساويه عند الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وإنما كما قال: {كُلّاً نُمِدُّ هَؤُلاءِ وَهَؤُلاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً} [الإسراء:٢٠] نمد المؤمنين ونمد الكافرين، لماذا؟ لأنه لا رب إلا الله {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الفاتحة:٢] نقولها في الفاتحة في كل ركعة {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الفاتحة:٢] لا رب سواه، ولا رازق سواه، فهو سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى الذي يرزق.

الرب الذي ربى جميع العالمين بنعمه، ولهذا يستجيب تبارك وتعالى {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ} [النمل:٦٢].

هل قال الله تعالى أمن يجيب المؤمنين إذا دعوه؟ المضطر أياً كان مؤمناً كان أو كافراً إن دعا الله أغاثه الله؛ لأنه لا مغيث إلا الله، ولا رب إلا الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، فإذا دعوه أغاثهم ولو لم يغثهم لم يغثهم أحد أبداً، لكنه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى هو الذي يمنُّ على الكافر وعلى المؤمن، وما كان عطاؤه محظوراً، بل نعمه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى نازلة، مستديمة، مستفيضة على هؤلاء العباد.