تعلم أن المسجد هو خير مكان تنطلق منه توعية الناس ونصحهم، ونحن في حي مزقته الحزبية، أئمة المساجد جميعهم متحزبون، لذلك قد حرم سكان الحي الخير، رغم أنك إذا زرت ذلك الحي ترى كثيراً من السكان ظاهرهم الصلاح، ولكن لا نشاط لهم في الحي، والله المستعان؟
الجواب
هذه الأمة كما قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:{فتنتها المال وعذابها الفرقة} عذابها الفرقة والاختلاف، والتحزب: تحزب قبلي، تحزب في العمل الدعوي، التحزب في الآراء، التعصب المذهبي، في كل شيء تجدها أحزاباً، والله سبحانه نهانا عن هذا فقال:{وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ}[آل عمران:١٠٥]، وقال:{إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ}[الأنعام: ١٥٩] نهانا الله سبحانه عن ذلك: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ}[الأنعام:١٥٣].
فالواجب على الإنسان أن يتبع الحق، وأن يتحزب للحق، وأن يكون من حزب الله، فحزب الله هم أهل الحق، أينما كان الحق وعلى أي لسان قيل، لا يكذب ولا يجور على مخالفه، ولكن لا يتعصب أيضاً لرأيه، وإنما يقبل الحق أينما كان، والقضاء على الحزبية لا يكون بحزبية مقابلة، وإنما يكون ببذل النصح للجميع، بمحبة الجميع، بإيجاد ترابط وعلاقات من الجميع وإلى الجميع وتذكيرهم وتخويفهم بالله تبارك وتعالى، وأياً كان مصدر هذه الحزبية فهي شر ووبال ودمار، ولا سيما في العمل الدعوي بين الشباب.