وهناك حديث عظيم جداً رواه الترمذي عن ابن عمر قال:{صعد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المنبر، فنادى بصوت رفيع، فقال: يا معشر من آمن بلسانه ولم يُفْضِ الإيمان إلى قلبه} والخطاب موجه لمن لم يدخل الإيمان في قلوبهم؛ لأنهم أكثر من يتعرض لهذا الأمر، ولأن من أفضى الإيمان إلى قلبه، وغمرته التقوى، وأحياه الله بذكره ونوره بطاعته لا يمكن أن ينال من عرض أخيه المؤمن، ولا يتبع عورته، ولو فعل ذلك أو شيئاً منه فسرعان ما يعود ويتراجع، ويستغفر الله مما بدر منه، ويستحل أخاه مما نال من عرضه، لكن الذين يستمرون في ذلك، والذين جُبِلوا وطبعوا وتعودوا على النيل والطعن في المؤمنين ولمزهم وهجرهم فهؤلاء هم الذين يدعون الإيمان بأفواههم، ولم يفض الإيمان إلى قلوبهم؛ ولذلك قال:{يا معشر من أسلم بلسانه ولم يفض الإيمان إلى قلبه، لا تؤذوا المسلمين، ولا تعيروهم، ولا تتبعوا عوراتهم} والأذى عام بكل نوع من أنواع الأذى، سواء كان في عرضه أو ماله أو في بدنه أو في أي شيء يوصل إليه الأذى.