ولعلي في هذه النبذة القصيرة قد أوضحت الرؤية قليلاً عما يدور في الجزائر، وما يدبر للإسلام والمسلمين فيها، ويمكننا القول بصراحة: إن القضية في الجزائر اليوم هي محاربة الإسلام والمسلمين، وكل المبررات التي تقال عن المسلمين مدبر ومخطط لها، الجيش الجزائري -الآن- يضرب المتظاهرين ويقذفهم بقنابل أمريكية الصنع، وهي أشد من القنابل التي يقذف بها الصهاينة على الفلسطينيين في الأرض المحتلة، فهذه القنابل الأمريكية الصنع مسيلة للدموع مع وقوع الاختناق في نفس الوقت، وقد احتفظ الكثير من المسلمين بعينات من هذه القنابل وهي عندهم، وأنا مسئول على ما أقول.
ولقائل أن يقول: ما شأن هذه الاضطرابات والمظاهرات؟ هل تأتي بفائدة للمسلمين في الجزائر؟ وهل لها مسوغ شرعي؟ ولأجل هذا السؤال فقد اتصلنا في هذا الموسم ونحن مجموعة من الشباب الجزائري بسماحة الشيخ محمد العثيمين -الذي هو أحد العلماء البارزين عندكم في أرض الحرمين الشريفين- وسألناه عن رأيه، فقال سماحته: إذا كانت هذه المظاهرات والاضطرابات قد تأتي بمصلحة ويمكن أن تخدم قضية الإسلام في الجزائر بدون أن تجر لكم مفاسد أشد، ففي هذه الحالة لا بأس، إذ هي وسيلة من الوسائل.
وختاماً: نسأل من الله تعالى أن يبرم لهذه الأمة أمر رشد، يعز فيه أهل طاعته، ويذل فيه أهل معصيته، ويؤمر فيه بالمعروف، وينهى فيه عن المنكر، ويحكم فيه شرعه الحكيم، آمين اللهم آمين.
اللهم لا تمتنا حتى تقر أعيننا بدولةٍ إسلامية، وخلافة راشدة تعز بها لنا النفوس، وترفع لنا بها الرءوس، اللهم أقم لواء الجهاد، وأغث البلاد والعباد، اللهم لا تمتنا حتى تقر أعيننا بإهلاك اليهود وأعوانهم من الملحدين.