للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حكم استقدام الخادمات والعمال غير المسلمين]

السؤال

الملاحظ كثرة العمال غير المسلمين من بلاد الهند وغيرها وكذلك استقدام الخادمات غير المسلمات، فما توجيهكم في هذه الأمور؟

الجواب

مما أوصى به النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في مرض موته، ولا شك أن هذا دليل على أهميته، أنه قال: {أخرجوا اليهود والنصارى من جزيرة العرب، لا يجتمع فيها دينان} فهذه الجزيرة - جزيرة العرب - لا يجتمع فيها دينان، وقد صدرت الفتاوى والتوجيهات، وتتوالى من اللجنة الدائمة للإفتاء ومن علمائنا -والحمد لله- مما يوجب تطبيق هذا الحديث، وتنفيذه على الجميع، وهو أنه لا يجوز للمسلم أن يستقدم العمال الكفرة من أي بلد، وأن لا يوليهم، ولا يأمنهم، وكيف نؤمنهم وقد خونهم الله؟! وكيف نعزهم وقد أذلهم الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى؟! وكيف نأتي بالكافر ونعطيه من الأموال، وربما كان سائقاً أو خادماً أو خادمة فيطلع على الأعراض، وأخذ الأموال، وربما نهب العرض، وقتل النفس؟ وكم فُعل ذلك، لكن لا نعتبر من تلك الأحداث، بل نعصِ الله تعالى، ولا أحد يعصي الله إلا ويذوق جزاء معصيته لله تعالى.

فإن كانوا كفاراً لا يجوز أن يُستقدموا، بل يجب أن يرحلوا فوراً إلا في الأمور الاختصاصية الدقيقة، ولاسيما ما كان من الشئون العامة من أمر يتعلق بالحكومة، أو بولي الأمر ويرون أن هذا اختصاص لا بد منه، أما مشاريعنا وأعمالنا العادية فما الاختصاص الذي لا يجيده إلا كافر؟ ليس عندنا أبداً شيء من هذا.

ثم إن الخادمات والسائقين لهم مصيبة أخرى: وهي ما يحدث من الاختلاط، وما يحدث من انتهاك الأعراض، ومن الدمار الخلقي والاجتماعي وما أكثر ما وقع من ذلك، ولكن من الذي يعتبر، وأقل ما فيه أن الخلوة موجودة، حتى لو كانت مسلمة كبيرة في السن ومتمسكة بالدين، لكن الخلوة موجودة ولا محرم لها، ولا نعني أننا نأتي لهما بمحرم ونفرد لهما مكاناً مستقلاً، لكن نقول للذي يستقدم خادمة أو سائقاً -ولو كان كبيراً-: الخلوة حرام.

يقول سعيد بن المسيب رحمة الله عليه إمام التابعين وهو من الإيمان والتقوى يقول: [[لو استأمنت على خزائن الدنيا جميعاً لأمنت نفسي عليها، ولا آمنها على جارية أو على عجوز شوهاء بنت ثمانين سنة]] لا أستأمن نفسي على المرأة، لأن هذه رغبة جنسية، وهذا الدافع لا يمكن للإنسان -أحياناً- أن يحول وأن يقف دونه أبداً، فقد يأمن الإنسان نفسه أن لا يغش ولا يكذب ولا يخون أو كذا، لكن لا أحد يأمن نفسه أن يقع في الزنا، ولهذا قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {ما خلا رجل بامرأة -رجل مطلق، لأن (رجل) نكرة- إلا كان الشيطان ثالثهما} ولا يقول أحد: أنا قلبي نظيف، فرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال ذلك في صيغة العموم، وقال للصحابة: {على رسلكما إنها صفية قالا: سبحان الله! أفيك نشك يا رسول الله؟! قال: إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم} وأمور كثيرة جداً، واسألوا الواقع عن هؤلاء الخدم والسائقين.

والحمد لله، نحن لا نحتاج إلى الخادمات، حتى لو أن الأسرة تساعدت فيما بينها فلا يوجد حرج، فعندما يكون الناس في الدوام أو في المدارس، تنفع أهلك ثم تذهب.

وأيضاً: أين البنات وأين القريبات؟ فإذا قال شخص: إن زوجته أو أمه مريضة أو عنده ولادة، فهل لا بد من خادمة؟ ونحن نجد أنه إذا ولدت امرأة فإنهم يأتون لها من أطراف القرية، وهذا معروف، فهذه تأتي بالثيران والبقر، وهذه تأتي بالأكل، وهذه تطبخ، وهذه تكنس البيت.

سبحان الله!! كل يوم يمرون عليها ويتعاونون فيما بينهم، وهذه عادات طيبة وصلة رحم، أما الآن فإنها تريد أن تجلس أمام التلفاز ولا تعلم شيئاً عن عمتها أو خالتها، ويقولون: احضر خادمة، سبحان الله!! تركنا صلة الرحم وتركنا العادات الطيبة ونريد أن نعصي الله.