للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الدعوة في المجتمعات الكافرة عن طريق المناظرات العلنية]

السؤال

لماذا لا تلقى محاضرات ومناظرات في أمريكا توضح فساد عقائد النصارى واليهود؟

الجواب

أحب أن أقول للإخوان أنني لا أؤيد فكرة المناظرات العلنية في أمريكا في هذه الظروف, كما فعل الشيخ الداعية أحمد ديدات، وهو مأجور إن شاء الله, لكن العدو الآن يملك هذه الوسائل الضخمة فتأتي أنت لتثيره, ولهذا بدأ النصارى بالالتفاف أكثر حول كنائسهم لما وجدوا مثل هذه المناظرات.

فنقول أولاً: يجب علينا اتباع الأسلوب الأمثل لمجادلتهم؛ الله تبارك وتعالى يقول: ((وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ)) [العنكبوت:٤٦] فمجادلة أهل الكتاب لابد أن تستند إلى أسلوب علمي شرعي, كما جادلهم شيخ الإسلام رحمه الله في الجواب الصحيح مثلاً.

والأمر الآخر أننا الآن لسنا في مرحلة مواجهة, وقد لا يسمح لنا بالمناظرات, نحن نحتاج إلى مراحل تمهيدية قبل ذلك وهي مراحل إعداد الأمة عقائدياً, وإعداد الشباب المسلم بالعلم الشرعي, والإدراك الصحيح للأحداث المرتبطة بالواقع؛ ليستطيع أن يقوم بواجبه, أما والمسلمون هناك أكثرهم يعيش على هامش المجتمع الأمريكي, أو كما يعيش الأمريكان أنفسهم فإن مخاطبتهم لن ينتج عنها إلا إثارة عاطفية لا يترتب عليها شيء له قيمة.