للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حصر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في بعض المنكرات]

السؤال

إن من المقومات الأساسية للمجتمع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لكننا نجد من يحصر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بقصد أو بغير قصد في بعض المنكرات كترك صلاة الجماعة وغير ذلك، ونحن نرى المنكرات تبث عبر وسائل الإعلام بشتى أنواعها وفي الكتب والمناهج، ثم ينكَر على من ينكِر ذلك، فهل من كلمة حتى نحافظ على تماسك المجتمع وجزاكم الله خيراً؟

الجواب

نسأل الله -تبارك وتعالى- أن يحفظ لأمتنا ومجتمعنا تماسكه، وإيمانه، ووحدته في ظل كتاب الله وسنة رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولا شك أن ترك صلاة الجماعة من أعظم المنكرات، لكن الاقتصار عليه وحده واعتبار أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خاص فقط بالصلاة، هذا نتيجة انحراف منا، وخلل في التطبيق، انحصرت دعوتنا وإنكارنا قليلاً قليلاً حتى أصبح هذا حالنا.

أول ما كانت الهيئات قبل حوالي عشرين سنة، كانت تفتش المطارات، والجمارك وكانت تقوم بما تقوم به البلديات اليوم، من الكشف في الأسواق عن الغش والتحايل والتلاعب -وهذا من عمل المحتسب الذي ورد في أعمال المحتسب التي نص عليها الفقهاء-، وكانت تقوم بأعمال الشُرط وأعمال المحاكم وغيرها، من الأعمال التي كانت أقرب إلى ديوان الاحتساب المعروف في التاريخ الإسلامي.

ثم تقلص العمل شيئاً فشيئاً، فبعد ذلك تقلص المبدأ، وأصبح المبدأ هو أن الإنكار فقط على ترك الصلاة، وإن كان ترك صلاة الجماعة لا شك أنه منكر، لكن كل منكر يجب أن ينكر، المنكر ما أنكره الله وأعظمه الشرك، والمعروف هو ما جعله الله -تبارك وتعالى- معروفاً وأعظمه توحيد الله عز وجل.