أرجو أن توضحوا لنا كيف قام الخليفة الراشد علي بن أبي طالب بحرق أولئك الروافض، مع أن الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى عن الحرق بالنار؟
الجواب
نعم، لو رجعت إلى صحيح البخاري لوجدت أن عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- على فقهه وعلمه اعترض على ذلك، وهو لم يعترض على معاقبتهم لأن عقوبتهم بلا شك يجب أن تكون بأعظم عقوبة -وهي القتل- لكن قال: لو كنت أنا لقتلتهم ولما حرقتهم، لأن الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى أن يعذب بالنار.
ومن الناحية الفقهية البحتة -لا شك- أن ما ذهب إليه عبد الله بن عباس هو الأرجح وهو الصحيح، فالذي يُفعل بهؤلاء الناس ليس الحرق وإنما هو القتل، فلا حرق ولا تعذيب بالنار في الإسلام.
لكن لله في ذلك حكمة، وهذا أمر واجتهاد قد وقع، ومن خليفة راشد، حتى يبقى المسلمون يتذكرون هذه القضية أنه في الإسلام -تقريباً- ما أحرق إلا هؤلاء الناس، ويقال أن الفجاءة أحرق -الذي كان يعمل عمل قوم لوط- لكن هذه قضية مشهودة، مرئية، متواترة، لماذا أحرقهم؟! هل لأنهم قالوا: نحن نقاتلك! هل لأنهم كفروه؟! لا، لأنهم قالوا: أنت الله!! من شدة تعلقهم به، وهذا هو الذي يفعله هؤلاء الطائفة إلى اليوم، حتى يبقى في ذاكرة الأمة الإسلامية أنه قد يبلغ بالإنسان من شدة ما يرى من استحقاقهم للعذاب والألم، أنه قد يتجاوز الحد الراجح إلى الحد المرجوح أو غير الراجح، والموضوع من الناحية الفقهية فيه كلام.