[ذكر الأدلة على غفران الكبائر بما يقوم بالقلب من تعظيم ونحوه]
إذا ً: يجب على الشاب المؤمن، وعلى من يريد تنقية قلبه، وعلى كل من يحرص على تقوى الله سبحانه وتعالى أن يتنبه إلى هذه القضية وإلى هذه الحقيقة.
وما بقي علينا إلا أن نأتي عليها بالأدلة، والأدلة كثيرة جداً مما ثبت وصح في الوحي، وكثيرة من واقع الناس؛ فمن المُشاهَد من أحوال الناس أناس كانوا على ذنوب وعلى فجور ثم تابوا واستقاموا، والذين كانوا على طاعة وعلى خير وطلب علم ودعوة ثم انحرفوا وحاروا ولذلك نستطيع أن نذكر الإخوان بشواهد وأدلة كثيرة على هذه القاعدة: أن بعض الناس إنما يكون سبب هدايته وبدايتها بإذن الله موبقة أو كبيرة أو ذنب أو سيئات عَمِلَها، فتكون هذه الذنوب لَمَّا قارنها خوفُ الله تبارك وتعالى واستعظامُ هذا الذنب، والنظرُ إلى عظمة مَن عصى، والخوفُ من الرب الجليل العزيز الجبار المتكبر، فإنه بالمعصية وبما أحاط بها من هذه الأمور يتحول الأمر إلى طاعة، وتنقلب الغواية إلى هداية واستقامة بإذن الله سبحانه وتعالى.