ما رأي فضيلتكم في انتشار مراكز الجمال والرشاقة -مثلاً- هذه الأيام علماً بأن من يقوم بها نساء؟
الجواب
ظننا أنها قد خفتت وإذا بها قد ظهرت، واستعيذوا بالله من الفتن -نسأل الله العفو والعافية- فمحلات الرشاقة والجمال تقول: لكل من تهتم بجمالها، فخدماتنا منزلية، (٢٤ساعة) وبدون إجازات، تجهيز عرائس، قص، استشوار، وتشقير إلى آخره، فكل هذا خدمات منزلية و (٢٤ ساعة) وبالتلفون، اطلب وتأتي المجملة، أو المزينة هذه إلى البيت، وهذا يحصل في أرض من؟ وعند من؟ في بلاد المسلمين، وتحت أنظار من يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، ويقرؤون قول الله تبارك وتعالى:{وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ}[آل عمران:١٠٤] أصبحت هذه هي الشغلة، وهذه الطلبيات جاءت من باريس أو نيويورك هل تظنون أن الدول الغربية تبيح الدعارة بالشكل الذي قد يتصوره بعضنا.
إنه من السذاجة أن يظن ذلك أن هذا مكان للزنى، فقد كانت موجودة حيث كان هناك مكان معد للزنى وطبيب يشرف على الزانيات والزناة ويكشف عليهم، وبعد ذلك يدفعون الأجرة، والدولة تأخذ ضريبة على ذلك، فحورب البغاء بهذا الشكل حتى على مستوى الأمم المتحدة.
لكن البغاء الموجود الآن مثل هذا البغاء، اتصل وتأتي معها أدوات الزينة والتجميل إلى أين تذهبين؟ فتقول: أنا ذاهبة إلى فلان، لأنه طلبني وهذا كرت عملي، فماذا يكون من المفاسد؟ وماذا يترتب عليه؟ وهل يجوز أن يسكت على هذا؟ فهذه والله مصيبة وإن كان من كان أصحابها، فالمنكر لا بد أن ينكر، ولا فرق عند الله بين أصحاب الثراء وأصحاب الجاه وبين غيرهم، فسيبتلينا وسيعذبنا إن لم ننكر مثل هذا المنكر، وأنا أظن أن هذا المنكر إذا أنكر فإنه بإذن الله سيمنع.
لأنه منكر واضح، مهما كان صاحبه فسيمنع بإذن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، ولا يمنعننا من الإنكار مهابة أن يقال: إن هذا لفلان أو فلانة، فإذاً ما معنى الإيمان بالله؟! وما معنى العقيدة التي نعتقدها؟! فهل هي عقيدة نظرية، أو كلام في الذهن؟ لا! وإنما عقيدتنا أن نتوكل على الله ونشرع في هذا، فكم من منكرات أكبر لأناس أكبر أزيلت والحمد لله.
فمن كان يقول: إن فندق البلاد يقفل، ولكن الحمد لله أنكر أهل الخير وتعاونوا حتى أقفل، فهذه أتفه من فندق البلاد، وأصحابها أتفه وأقل، فتوكلوا على الله وأنكروا المنكر، ولا تخافوا ولا تخشوا في الله لومة لائم، فهذه بيعة رسولكم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كما في حديث عبادة بن الصامت {بايعنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على السمع والطاعة في المنشط والمكره، وعسرنا ويسرنا، وأن نقول الحق ولا نخاف في الله لومة لائم} قل كلمة الحق بدليلها وبأسلوب حسن وألقها، وستجد القبول بإذن الله.
ونحن في أمة محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وفي مجتمع خير، فستجد من يقبلها في الإمارة أو الشرطة أو الهيئة أو في المسجد، المهم أن تقولها ولا تمنعك مهابة الناس من أن تقولها.