ويقول رحمه الله:(ومنهم من يزعم أن معبوده هو الإله، أو أنه أكبر الآلهة)، هذا الكلام الذي نحن نقوله أو نحكيه عرضاً هو في الغرب، عند الذين يدعون أنهم أهل العقول، وأهل الحضارة، اليونان جعلوا لكل شيء إلهاً أو رباً تعالى الله عما يشركون! فالجمال له إله، والمطر له إله، والجبال لها إله، والنور له إله، والشمس لها إله، والشِعر له إله، أي شيء تتصور في بالك له رب، الغالب أنه ليس إلهاً ذكراً فقط، بل هو إلهة إن صح التعبير، فاليونان جعلوا لكل شيء إلهاً، ثم بعد ذلك الأساطير والخرافات التي عندهم أن الآلهة تتصارع، وهذا الإله يصرع هذا الإله، والإله هذا غلب هذا، فكل كلامهم وتاريخهم وعقائدهم هكذا، هذه الوثنية المنحطة التي أي عقل يترفع عنها، ومع ذلك يُنسب إليهم من الفضائل والحضارة والعلم ما لا ينسب إلى أية أمة أخرى.
وحتى في العالم الإسلامي يُنقل هذا الكلام تأثراً بالغرب، يعني:(فينوس) هذه إلهة الجمال، و (أبلو) إله الشعر، و (أطلس) إله العالم الذي يقولون فيه: إنه يحمل العالم على ظهره، فتستخدم هذه العبارات وتطلق حتى أحياناً يقال: إله كذا أو رب كذا، مثل ما فعل هذا الخبيث نجيب محفوظ في كتابه الثلاثية التي أخذ عليها الجائزة الصهيونية، كما عبر بلسانه أنها جائزة صهيونية، السنة الأولى لما حرم من الجائزة وسئل: لماذا لم تأخذها وقد رشحت لها؟ قال: أنا لا آخذها، هذه الجائزة لا يأخذها إلا صهيوني عميل للصهيونية، جاءوا في السنة الثانية ورشحوه فأخذها شاكراً ممنوناً، وهو صحيح فعلاً لا يأخذها إلا صهيوني، من جملة الثلاثية هذه يذكر قصة مصرية قديمة: أن الآلهة غضبت والإلهة رضيت كلها حول التأليه تعالى الله عما يصفون، ولا يتحرجون أن يقولوا: إله أو آلهة غير الله، ونحن نقول: لا إله إلا الله، والحمد لله شعارنا نحن المسلمين هذه الكلمة العظيمة كملة التوحيد، لا إله إلا الله، لا يطلق هذا على أحد غير الله تبارك وتعالى.