إن هذه الشعيرة العظمى يراد طمسها، وإذا طمست فلن يبق بين المجتمع المسلم وغيره من المجتمعات الكافرة أي فرق؛ بل تنتشر الضلالات والبدع والشركيات ويتحول المجتمع المسلم إلى مجتمعٍ مشرك، أو متسم باسم الإسلام ظاهراً فقط، ولا فرق بينه وبين غيره، يعلن صاحب الإلحاد بإلحاده، وصاحب البدعة ببدعته، ويتنصر من تنصر، ويتهود من تهود، ويعبد الأصنام من يعبدها، فلا أحد ينكر على أحد، فلو تركت شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لكان هذا هو المآل في النهاية عياذاً بالله.
وانظروا إلى حال المجتمعات المسلمة التي تركت هذه الشعيرة، ألم يصل بهم الأمر إلى هذه الحالة، لقد أصبح الرجل يدَّعي أي مذهب، وينتحل ما شاء من النحل، وجاهر اليهود والنصارى بمذاهبهم، وأصبحت لهم المناصب الكبيرة في الدولة، وجاهر أهل البدع ببدعهم، وكل من لديه نحلة ضالة أعلن بها وجاهر لفقد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
ولهذا يسعى أعداء الله والمجرمون إلى أن يطمسوه بالكلية، وخاصةً في هذه البلاد، ولكنها والحمد لله لم تترك ذلك أبداً.
إن الناس -والحمد لله- لا يمكن أن يتخلوا عن دينهم في هذه البلاد خاصة ً، بل والحمد لله قد عادت الصحوة وعمت كل مكان، فلا يمكن للمسلمين أن يتخلوا عن دينهم، ويتخلوا عن هذه الشعيرة العظيمة.