إني أسكن في قرية مليئة بالمنكرات والمعاصي، وإن أغلب أهلها لا يصلون -حسبنا الله ونعم الوكيل- حتى الصلاة المكتوبة، ولا يدخلون المسجد إلا في الجمعة، وقد لا يحضرونها، بل وهم مقيمون على السهرات والرحلات والمجالس المليئة بالمنكرات، وهم يستهزئون بالشباب الملتزم وهم قلة في هذه القرية، فما العمل؟
الجواب
أنا لا يهمني كثرة المنحرفين أو الغافلين، هكذا الحال! كما قال تعالى:{وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ}[يوسف:١٠٣]، وكما قال:{وَلَقَدْ ضَلَّ قَبْلَهُمْ أَكْثَرُ الْأَوَّلِينَ}[الصافات:٧١]، هكذا أخبرنا الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، فالأكثرية ليست المشكلة، لكن المشكلة هي ما الذي يمكن أن تعمله هذه القلة من طلبة العلم في هذه القرية وما حولها من القرى؟ لماذا لا نوصل الخير إليها، عندما لا يكون فيها من يوصل إليها الخير؟ لماذا عندما يتخرج الواحد منا يقول: عينوني داخل المدينة، فإذا عينوه داخل القرية آثر الراحة على العمل! وهذه مشكلة فعلاً، وكأننا لا نريد إلا الراحة، ولا شك أن الإنسان من حقه أن يطلب الراحة، ولكن لماذا لا نطلب الراحة العظمى عند الله؟ لماذا لا نضع سير الخطط والبرامج لتشمل هذه القرى؟ الإخوان في مركز الدعوة لا يقصرون، والبرامج الدعوية مهيأة من الرئاسة، ونسأل الله سبحانه أن يوفق الوالد سماحة الشيخ عبد العزيز -حفظه الله- فهو يبذل جهداً من البند الخيري، ومن البند الرسمي، ومن جهده الخاص، لكي تنتشر الدعوة في القرى والمناطق النائية، ويحثنا على ذلك كلما لقينا، والحمد لله سبل الخير موجودة؛ فرتبوا البرامج وأعينوا إخوانكم في هذه القرية وفي أي قرية فإذاً: يجب أن تصبر أنت وإخوانك في القرية وأن تتحملوا، وأن تُشعر الإخوان أين تقع هذه القرية ليدرسوا أحوالها، ويبتعثوا إليها.