[من وسائل الدعوة إلى الله]
السؤال
البعض من غيرته على دينه يرى المنكر فيذهب إلى صاحبه ليغيره, وقد لا يوفق بأسلوب صحيح للتفاهم مع ذلك الإنسان, فتكون المشاكل بينه وبين صاحب المنكر، بعدها يحمل ذلك الداعية في قلبه شيئاً عليه, وقد يكون ذلك من باب الانتصار للنفس, فما نصيحتكم لمثل أولئك؟
الجواب
لا حول ولا قوة إلا بالله, أنا قلت: إنه لم يتح لنا أن نتحدث عن الجانب الآخر, وهو كيفية الدعوة أو وسيلتها, ولعل بعض الناس يحتاج شيئاً من ذلك, فإن الدعوة إلى الله لا بد فيها من الحكمة ثم الموعظة الحسنة, ثم المجادلة بالتي هي أحسن, وأخيراً بعد ذلك كله المجالدة والجهاد بالقوة, ولابد للإنسان الذي يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر من ذلك كله, لأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو الدعوة, والدعوة هي أمر بالمعروف ونهي عن المنكر, ولكن أكبر ما نحذر منه هو الشرك, وأعظم ما ندعو إليه هو التوحيد, وكل ديننا قائم على ذلك.
وحظ النفس إذا دخل في أي شيء هلك صاحبه وحبط عمله -والعياذ بالله- إلا أن يتوب ويستغفر الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى.
فلا بد من الأسلوب الحسن، وإنكار المنكر، ولا يعني الأسلوب المباشر, أو الطريقة المباشرة في الإنكار, بأن تقول لمن يفعل شيئاً: لم تفعل كذا؟ لا.
يا أخي! التغيير والإنكار لا بد له من أسلوب, ولذلك عندما ننظر إلى الأمة في مجموعها, نقول: لا بد من دعاة إلى الله يدعون إلى توحيد الله وإلى عبادة الله, هذا من أجل أن تتحول إلى ما يرضي الله, وإلى طاعة الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عن طريق هؤلاء.
أيضاً: البصيرة والعلم والحكمة والأسلوب المناسب أمور لا بد منها في الدعوة إلى الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، ولا يعني ذلك أن الإنسان يقول: إذاً لا أدعو إلى الله, وبعض الناس يرى المنكر أمامه، فتقول له: لماذا لا تنكر؟ يقول: لا بد من الحكمة, والحكمة لا تعني عدم العمل, ولكن المقصود بها العمل بالأسلوب الأمثل والأسلوب الصحيح.
فالمنكر الذي في بيته يغيره باليد إن كان في ولايته, أو كان يستطيع أن يغيره بيده, فإن كان المنكر لا يدخل في نطاق ولايته الشرعية ولكن يتعلق بالآخرين, فلا بد أن أواجه الناس بالنصيحة وبالموعظة وبالأسلوب الأمثل, ثم بعد ذلك أدعو من له ولاية شرعية لتغيير هذا المنكر, وأنصحه وأعظه إن كان راضياً بالمنكر أن لا يرضى به, وإن كان لا يرضى به, فأبين له أن ينكره وهكذا.
فالكلام في هذا يطول, ونقول: لا بد في الدعوة إلى الله وفي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، من الحكمة والأسلوب الحسن, وترك حظ النفس دائماً بعيداً، عافانا الله وإياكم من النفس وشهواتها وحظها.