ورد الصانع في حديث:(الله خالق كل صانع وصنعته) وفي قوله سبحانه وتعالى: {صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ}[النمل:٨٨] فيجوز إطلاق الصانع، والأفضل أن يقال: الخالق.
فنقول: تعطيل الخالق عن كماله بتعطيل أسمائه وصفاته، وهذا النوع لا ينكرون وجوده، ولا أنه الخالق، لكن ينكرون صفاته وأسماءه، كما يقول أهل الكلام: لا داخل العالم ولا خارجه، ولا نقول: إنه يغضب، ولا نقول: إنه يرضى، ولا نقول: إنه ينزل قالوا: حتى لا نقع في التشبيه، فينفون ويعطلون صفات الله سبحانه وتعالى، ويثبتون شيئاً شبيهاً بالعدم، أو هو العدم؛ حتى التفتازاني من أئمتهم الكبار اعترف أنه من الصعب جداً نقض كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، لما قال: إن قولك: إن الشيء لا داخل ولا خارج، ولا فوق ولا تحت، ولا أمام ولا خلف إلى آخره، قولك هذا معناه غير موجود، لا يمكن للعقول أن تفرق بين هذا وهذا، فأفضل لك أن تقول: غير موجود، لكن الله تعالى موجود، إذاً: أين هو؟ يقول: لا تسأل عنه بأين، لا داخل ولا خارج لكن الذي سأل عنه بأين من هو؟ رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال للجارية:(أين الله؟ فقالت: في السماء) إذاً: هذا نوع من أنواع التعطيل، والكلام فيه طويل، وقد بسط والحمد لله كثيراً في مباحث تقدمت من هذا الكتاب.