نحن أمام شرع منضبط، ونحن في الحقيقة وبالذات في هذه المرحلة ليس المجال مجال إثارة مشكلات ولا معارك على الساحة الإسلامية، لكن بقدر ما يتعرض المرجفون أو المخدوعون لتعمية مسيرة الصحوة الإسلامية، يجب علينا أن نقول لهم: قفوا، وألا نوافقهم، وهذا ليس افتراء أو افتعال معارك معهم، لا، ولا نقر ذلك إن وجد، وقد يكون موجوداً، لكن نحن لا نقره ولا نرضاه.
فالذي نريده هو أن هذه المرحلة تقتضي أن ندرأ عن هذه الصحوة الطيبة المباركة كل ما يعكر عليها مباركتها، ولذلك دائماً نركز على ألا يستعجل الشباب، وأن تكون أمورهم جميعاً بالحكمة، ويتحروا مناطات الأحكام، وأن يتحروا مقاصد الشريعة، وليس مجرد أن يجدوا نصاً أو نصين فيندفعوا هكذا، كل هذا مما يجب أن يكرر.
والحمد لله في الساحة بفضل الله من الدعاة من يتحدث دائماً عن هذه الأمور، ولكن نريد الحديث الإيجابي، الحديث البناء الذي يوجه هؤلاء الشباب ولا يصدمهم ولا يعنف عليهم، وخير هذه الأمة هم هؤلاء الشباب ولله الحمد والله إن الإنسان ليحقِّر نفسه عندما يرى أن هذه الصحوة المباركة تأخذ الدين كله وبقوة وبجد، فإن أخطئوا أو تعجلوا أو تسرعوا فلأننا لا نوجههم نحن، ويجب علينا أن نعلم كيف نوجههم نحن.
فيجب علينا أن نعلم أن مسئولياتهم علينا، وأن كل ما يرتكب من أخطاء فنحن المسئولون، ويجب أن نشفق عليهم فأطفالنا في البيت يخطئون ولكننا نحبهم ونشفق عليهم.
ولا ينسينا ما نرى فيهم من أخطاء ما يتكالب ويخطط عليه أعداء الله في كل مكان وزمان للإجهاز على هذه الدعوة، وحقيقةً -وهذه واضحة كالشمس- أنه لولا ما في هذه الصحوة المباركة الطيبة من تمسك ورجوع إلى منهج أهل السنة والجماعة وعقيدة السلف الصالح لما حوربت هذه المحاربة، ولما كانت تعاني ما تعانيه الآن ولكنه قدر الله وسنة الله:{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً مِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِياً وَنَصِيراً}[الفرقان:٣١] وصدق صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حيث قال: {ولا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورة ظاهرين} وفي رواية أخرى: {يقاتلون على أمر الله لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله}.
أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يجعلني وإياكم منهم، وأن يقر أعيننا بنصرة دينه وإعلاء كلمته، وعودة هذه الأمة إلى كتاب ربها وسنة رسولها صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إنه سميع مجيب.