[أحوال الذين ارتدوا بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم]
السؤال
عندما ارتد معظم أهل جزيرة العرب عن الإسلام في عهد أبي بكر رضي الله عنه هل هذا إشارة إلى أن إسلامهم في عهد الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان تحت قوة السيف أو لأطماع أخرى، ولم يكن رغبة في الإسلام ذاته؟
الجواب
هم أصناف: منهم من دخل في الإسلام أو أظهر ذلك وهو كاذب، ومنهم من لم يتلق التربية الكافية في أن يكون مؤمناً حقاً، ومنهم من ظنَّ أنَّ المسألة حدث من الأحداث العادية: رجل تغلب ثم مات، ومادام أنه قد مات فإن أمره قد انتهى، فهم أصناف متفاوتة في ذلك، لكن الطابع العام أو العبرة العامة التي يجب أن نأخذها، هي أن الإنسان الذي لم يتلق التربية الإيمانية الكافية هو عرضة للانحراف وأن يرتد إذا وجد المؤثر، فإنه بلا شك أن وجود المجرمين المتنبئين الدجالين ماكان ليظهر لولا أن صدقهم أولئك الذين كانوا حديثي عهد بإسلام، وضعاف الإيمان، ولم يرسخ الإيمان في قلوبهم، كما ذكر الله تعالى ذلك عن الأعراب، فمعظمهم على هذه الشاكلة، بخلاف مكة والمدينة، والبلاد التي كان الإسلام فيها قديماً، كبني عبد القيس فإنها ثبتت لأن الإيمان قد ثبت وتأصل في النفوس.