[أخبار المسلمين المجاهدين]
السؤال
ما آخر أخبار المسلمين في البوسنة والهرسك، وكذلك في أفغانستان؟
الجواب
بالنسبة لإخواننا في البوسنة والهرسك، الوضع الدولي متواطؤ ومتآمر.
ويتخذ بعض القرارات كما يسمونها لحفظ ماء الوجه أو للتغطية، وإلا فالموقف الدولي متواطؤ تماماً، والقوى الكبرى نصرانية حاقدة أو قوى مشركة لا تؤمن بالله تبارك وتعالى، ولا يهمها شأن المسلمين ولا أمرهم، فحدث هذا التواطؤ الغريب والعجيب، دولة تعترف بها الأمم المتحدة أنها دولة مستقلة وفي قلب أوروبا، وتباد وتسحق وتدمر ويشرد الملايين، ومعسكرات للتعذيب التي لم يشابهها كما ذكروا هم إلا معسكرات النازية، وحرب عنصرية، إلى غير ذلك من المشاكل في ظل النظام الدولي الجديد- كما يزعمون - وهم يترددون ويقولون سنتخذ القوة، لماذا؟! قالوا: من أجل إيصال المعونات وليس من أجل ردع المعتدي، سبحان الله! أين هذه القوى والموقف والشرعية الدولية، والحق والعدل والنظام الدولي، وإثبات أن أحداً لا يمكن أن يعتدي، وما قالوه وما جعجعوا به في أزمة الخليج ليؤلبوا العالم معهم، أين ذلك؟! ذهب كله أدراج الرياح، واتضح أنه كله هراء وكذب، وأنهم يعملون حيث ما تكون مصلحتهم وليس أكثر من ذلك.
والحمد لله البشائر في هذا الجهاد أن المسلمين شكلوا جبهة -ونسأل الله أن يبارك فيها- جهادية مستقلة لا تمثل حكومة البوسنة ولا غير ذلك، وإنما من خريجي الجامعات الذين درسوا هنا في المملكة -والحمد لله- على عقيدة صحيحة سليمة، شكلوا معسكرات جهادية وبدءوا يجاهدون في سبيل الله، ويشترطون فيمن يكون معهم أن يكون من أهل الصلاة والالتزام، ويتجنب المعاصي، وحريصون على تربيتهم وعلى تعليمهم من خلال المعسكرات وفي أثناء التدريب وغير ذلك والحمد لله.
وبدأ هؤلاء يخوضون معارك مع الصرب، ويقولون: إنهم يفرون منهم فرار الغنم من الذئب -سبحان الله العظيم- ويقولون: رأينا فيهم جبناً عجيباً جداً، ولكن المشكلة نقص السلاح.
ولقد حدثني أحد الإخوة يقول: كل عشرة من الشباب على مسدس واحد، فتصوروا كيف يكون ذلك مع قلة عددهم، وهم ليسوا كثيراً، أسأل الله أن يبارك في عددهم فلو أعطوا هؤلاء السلاح وأعطوا المال فسيكون في ذلك خير كثير بإذن الله تبارك وتعالى، وهم يطلبون منكم ذلك، والحمد لله عن طريقنا يسافر تقريباً كل أسبوع مجموعة من الإخوة الثقات، ومن الإخوة الذين يحضرون الدرس وتحمسوا لهذا الموضوع للدعوة إلى الله هنالك، فهم يذهبون ويسلمون مبالغ نقدية يداً بيد، ويقومون بالدعوة إلى الله بحسب إجازاتهم.
ومنهم من قرر أن يبقى هناك يدعوهم إلى الله عز وجل ما شاء الله أن يبقى، نسأل الله أن يوفق الجميع، فالباب مفتوح للتبرع لهم.
أما بالنسبة لأفغانستان فالوضع في الحقيقة قاتم ومؤلم، وليس لدي تصور واضح بالضبط عما يجري إلا الأخبار العامة ولا أتابعها كثيراً، بل قد لا أتابعها ولا أعتمد عليها، والأخبار الخاصة قد وصلتني من بعض الأطراف فقط رسائل بالفاكس تقول: إن الجهاد لا يزال مستمراً وأن ما تحقق إنما هو مرحلة من مراحل الجهاد، ولكن الجهاد لا يزال مستمراً مع المليشيات، ومع الشيعة ومع الباطنية والإسماعيلية، ومع الفرقة، وهي أشد أنواع المشاكل التي يعاني منها المجاهدون هناك.
الفرقة التي أوقعها الشيطان فيما بينهم، فادعوا الله وتضرعوا إليه أن يجمع كلمتهم جميعاً على الحق وعلى الكتاب والسنة، وأن يكلل نصرهم على الشيوعيين.
بانتصارهم على أنفسهم، فتصفو وتزكو وتتطهر لله عز وجل وتتخلص من أدران الشرك والرياء والنفاق والخرافة والبدعة، ليكونوا حقاً مجاهدين، ولينصرهم الله -تبارك وتعالى- فيستمر هذا الجهاد، وتستمر هذه الراية، والمؤامرات الدولية كبيرة جداً عليهم.
وأمريكا لأنها لم تستطع أن يكون لها يد مؤثرة في لعبة الدولة، وأن تجعل من أفغانستان دولة علمانية عليها مسحة دينية، وغلبت على ذلك فهي تريد الآن أن تخرب ما حصل من الاجتماع.
ومن أخطر ما يسمع عن الإعلام الغربي، أنه يحاول تصنيف القادة إلى معتدلين ومتطرفين، ويضرب هؤلاء بهؤلاء حتى في لحظات الوفاق فيما بينهم، فالإعلام الغربي لا يكف عن وصف هذا بالتطرف والتشدد، وهذا بالاعتدال إلى آخر ذلك؛ لكي يضرب فيما بينهم ولكي تفقد الأمة الثقة فيهم، فما علينا إلا الدعاء لهم، ونسأل الله أن يجمع صفوفنا على الحق إنه سميع مجيب.