وأسوء من هذا -ولنخرج عن موضوعنا قليلاً وهو له علاقة بالموضوع- أن الدول الغنية في العالم الإسلامي أو في الأفراد الأغنياء أو المجتمعات الغنية؛ تستهلك كل ثروتها وتهدر ثروتها للغرب في أمور تافهة، وفي كماليات وأشياء كثيرة يمكن أن تستغني عنها، وتحتفظ بأموالها وتوظفها للإنتاج، بل أنكى منه أن المؤسسات الربوية في العالم الإسلامي هي التي تدعم وتقفل الأبواب في وجوه المؤسسات الاقتصادية الإسلامية، مع أن المؤسسات الربوية جميعاً ترتبط بالمؤسسات الربوية الغربية، ولا يخفى عليكم الأمثلة: العطور، والأزياء، وأدوات التجميل وهذه تنتج بأقل تكلفة ولكنها تباع بأسعار خيالية.
خذ أية جريدة من جرائدنا بدون استثناء، وانظر إلى هذه الصور الفاضحة والدعاية الخليعة للعطورات والأزياء وما يتعلق بهما، ومعلوم أن المرأة إن كانت تعمل، فالراتب كله أو نصفه لهذه الأشياء، والرجل أيضاً استرضاءً للمرأة يفعل ذلك، وهناك أمور غريبة جداً تحصل من الترف.
أيضاً: ما معنى أن تصبح هذه الحمامات، ونوادي تخفيف الوزن كما تسمى أو التخسيس ضمن المستشفيات، فالآن يوجد في المستشفيات حمامات للسباحة وللتخسيس!! إننا نعيش في ترف كاذب والعالم يهددنا بكوارث اقتصادية خطيرة.
الآن المرأة المسلمة لا تبالي أن تشتري فستاناً بـ (٥٠٠٠) ريال، أو بـ (١٠٠٠٠) ريال، وأحياناً بأضعاف ذلك، لا تبالي أبداً، وإخواننا المسلمون يموتون جوعاً، المجاهدون وغير المجاهدين، ومع ذلك أيضاً نحن يتهددنا مستقبل أسود -والعياذ بالله- إن بقينا على هذه الحالة، ترف كاذب وأموال تهدر يومياً، وملايين في أسواقنا تدفع يومياً إلى جيوب المؤسسات اليهودية للأزياء والموضات والتجميل وما أشبه ذلك.
وهذا غير الترف في الأشياء الأخرى: كالكماليات، والأثاث، والموبيليات، وأمور أخرى كثيرة.
والمفروض ونحن نرى هذا العالم الغربي الصليبي الحاقد يتكاتف ضدنا ويعلن حرباً صليبية علينا ألا نعطيه قرشاً واحداً، أما ما كان ضرورياً أن نستورده فلنستورده من دول أخرى غير هذه الدول، وإن كانت كافرة هي الأخرى، لكن هذا عدو لدود، عدونا منذ أن ظهرت دعوة محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى التوحيد وحتى قيام الساعة، والحرب بيننا وبينهم دائرة لم تتوقف لحظة واحدة، والأحاديث الصحيحة تؤيد ذلك وتؤكده، وأخطر المعارك ستدور بين المسلمين وبين الغرب -الدول الصليبية- في أرض الشام وفي القسطنطينية إلى أن يظهر الدجال والمعارك قائمة، وقد ذكرنا ذلك في محاضرات سابقة تتعلق بهذا الموضوع، والمقصود أن المستقبل الاقتصادي والسياسي في العالم الإسلامي سيكون مظلماً في ظل هذا الوفاق الدولي الخبيث.