هل الكتابة الكونية ليس فيها الكتابة النوعية؟ وهل الكتابة النوعية ليس فيها الكتابة الحولية؟ وهل الكتابة الحولية ليس فيها الكتابة العمرية؟ وما فائدة هذه الأنواع من الكتابة إذا كانت متضمنة مكتوباً واحداً؟
الجواب
هي في الحقيقة تقدير بعد تقدير، فالكتابة الكونية في اللوح المحفوظ هي وفق علم الله، ومن الممكن أن نعتبر أن العلم والكتابة مرتبة واحدة، لكن الكتابة النوعية والكتابة العمرية والكتابة الحولية والتقدير اليومي، هذا تقدير بعد تقدير، وكتابة بعد كتابة، ولله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى في ذلك حكمة، فلما خلق الإنسان؛ جعل الله له قدراً خاصاً وهو موافق للقدر الأول، ولما خلق كل إنسان منا في ذاته -أيضاً- كتب قدره، فهو من نفس القدر الأول، وكذلك كل عام، وكل يوم يفعل الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ما يشاء، فهذه أخبرنا الله بها، حتى يزداد إيماننا ويقيننا، ونعلم أن الكون كله بقدر، فجنس الإنسان كله بقدر، وعمرك كله بقدر، وسنتك هذه بقدر، ويومك هذا بقدر.
إذاً فكل شيء بهذا الترتيب العجيب الذي لا يمكن أن يعلم إلا عن طريق الوحي، فهل تتخيلون أن العقل وحده يستطيع أن يعرف أنواع هذه التقديرات؟ إن هذا لا يمكن على الإطلاق؛ وهذا فيه فائدة عظيمة لنؤمن بالغيب، ولنعرف قيمة الوحي، ولنزداد يقيناً بأقدار الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وإلا فكلها مُتضمَنة ومكتوبة بالقدر الأول الذي هو أم الكتاب الذي لا يبدل ولا يغير.