هذا سؤال يقول: اسمحوا لي أن أسأل هذا السؤال: هل لديكم أي تنبؤ تحليلي للمستقبل خلال سنواته القادمة؟ وما هو موقف الإسلام؟ وماذا لنا أن نعمل ونحن نجابه بتخطيط قوي يهودي مسيحي إزاء الإسلام؟ وأيضاً يقول: كلمة البروستريكا إعادة البناء، والشخص الذي يقودها أشك كثيراً أن من خلفه اليهود يساندونه بقوة، أرجو إجلاء الأمرين؟
الجواب
الحقيقة ورد في الكلام السابق ما يجيب على هذا، لكن أقول: أولاً: المستقبل في السنوات القادمة: ستكون الحالة فيه كالحالات التي تعتري الأمم عندما يحاط بها، أو تعتري الفريسة عندما تهاجمها السباع الضارية، وسيكون العالم الإسلامي في حالة اهتزاز.
ونقول: نتوقع -إن شاء الله- أن هذا الاهتزاز سيوقظ همماً كثيرة، ونحن -في الحقيقة وبكل صراحة- لا نعلق الأمل في مستقبلنا القريب هذا على التكتلات الشكلية في العالم الإسلامي، أي: المنظمات والمؤتمرات الشكلية الرسمية، هذه قد تعين أحياناً في التنبيه إلى بعض القضايا أو تعطي الأمة شعوراً بأن الوحدة ممكنة أو شيء من هذا، لكن لا يعلق عليها الأمل في الحل، وإنما سوف تشهد السنوات القليلة القادمة نوعاً -والله تعالى أعلم- من الهزة العميقة التي توقظ شعور كثير من الشباب المسلم على اختلاف مستوياتهم الفكرية وباختلاف مواقعهم في المسئولية -إن شاء الله- سوف تهز حتى بعض المسئولين وحتى بعض القادة، وهكذا مما قد يتيح للأمة أن تعيد النظر في مواقفها، ويكون ذلك بداية للحل والمخرج -بإذن الله تعالى- وأرجو أن يوفقني الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى لإصدار درس عن الحروب الصليبية وكيف استيقظت الأمة؟ وكيف قاومتها؟ لأن هذا يرتبط بنفس الموضوع.
وكيف أنها بعد النوم الطويل بدأت اليقظة هنا وهناك، ثم تطورت حتى نجحت -بإذن الله- وليس كما يقولون: التاريخ يعيد نفسه، لا.
بل نقول: سنة الله ولن تجد لسنة الله تبديلاً.
فمن خلال استعراضنا للحرب الصليبية، وكيف انتصر المسلمون؟ وكيف قاوموا؟ سنجد بعض الحلول العملية الواقعية التي سوف نسلكها -إن شاء الله- فننتصر في الحرب الصليبية الساحقة الماحقة التي نعيشها هذه الأيام.
أما بالنسبة للبروستريكا وكون اليهود وراءها فهذا صحيح، وهو كما سبق من أن اليهود أكبر من استفاد من عملية إعادة البناء، وعندما نقول اليهود لا نعني بهم اليهود في الاتحاد السوفيتي فقط، بل هم استفادوا الفائدة الكبرى، واليهود في الأرض المحتلة استفادوا فائدة كبرى -أيضاً- وكذلك اليهود في أمريكا وفي أوروبا كل أولئك استفادوا، كيف استفادوا؟ اليهود في أمريكا الذين يملكون البنوك والمؤسسات الضخمة، وفي أوروبا الغربية أول من استفاد بنقل استثماراتهم في دول أوروبا الشرقية، فمن أي زاوية نظرت تجد أن اليهود أكبر المستفيدين من هذه العملية -عملية إعادة البناء كما تسمى- ولا غرابة فإن برجنيف نفسه كان يهودياً ومن قبله ماركس كان يهودياً، وكل زعماء الشيوعية مثل تراوتسكي الذي كان عدواً لهم وانشق عنهم، والآن يعودون إلى بعض نظرياته، أيضاً هو يهودي معروف، ويعلم الروس كلهم أن هؤلاء يهود.
فاليهود وراء كثير من الأحداث، وهم الذين يخططون وراءها بل إنهم أحياناً يتعمدون أن يأتوا بأشياء عجيبة، كما حصل منهم بعد مؤتمر مالطا.
شيء آخر بعض الإخوة الذين اطلعوا ورصدوا هذه القضايا، وجدوا أن أكثر الزعماء في أوروبا الشرقية بعد البروستريكا هذه من اليهود، وكذلك وزراء الخارجيات ورؤساء الوزارات وبعض رؤساء الحكومات يهود في ظل الأوضاع الجديدة، ولا شك أن هذا يؤيد ما أشار إليه السائل أثابه الله.