قرأت في إحدى المجلات أن قراءة علم الكف ليس من علم الغيب؟
الجواب
السحر أنواع، والرمل أنواع، والعرافة أنواع، فما الذي يخرج الكف عن ادعاء علم الغيب؟ بأي كتاب أم بأية سنة، ما الذي يستثنيها؟! أجاء فيها نص أم جاء فيها دليل؟ فهذه كلها أخاديع وحيل سواء قرأها في كف، أو طست كبير، أو وضعها تحت الوسادة، فأياً كان، فكل ذلك من ادعاء علم الغيب، ومن صدق أن أحداً يعلم الغيب فقد كفر بما أنزل على محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ}[الجن:٢٧].
أي: من أطلعه الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى على شيء من الغيب من الأنبياء والرسل، وهؤلاء قد ذهبوا إلى الله، أو عبداً من عباد الله الصالحين، يرى رؤيا حق في المنام، فهذه أمور معروفة محددة، أما هذه الدعوى العريضة، فهي من الباطل، فلا يغركم الشيطان بصحة شيء مما قيل لكم، فهذه يلقيها الشيطان على لسان الكاهن، وبينها النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الأحاديث الصحيحة، أن من الفتنة أن يلقي الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى الشهاب على هذا الذي اقتبس أو سمع من الملأ الأعلى شيئاً من علم الغيب، فلا يصيبه الشهاب حتى يلقي إلى وليه من الإنس كلمة مما سمع، فيأخذها الإنسي، فيجعل معها مائة كذبة، ثم ينشرها بين الناس، فيأتي الشيطان وأولياؤه، فإذا قيل لهم: إن فلاناً كذاب ودجال، فيقولون: أرأيت في ذلك اليوم قبل عشر سنوات لما أخبرنا عن فلان وكان الكلام صحيحاً! فإذا كان ذاك اليوم صدق، فما بال الأيام الأخرى التي كلها كذب! فهم لا ينظرون إلى المائة، ولكن إلى الواحدة، التي جعلها الله فتنة، فما علينا إلا أن نحذر من الفتن عافانا الله وإياكم منها.