للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[واجبنا نحو ما ينشر من فساد تجاه المرأة المسلمة]

السؤال

إنه يُنشر كثيراً من الملاحق والصفحات التي تدعو إلى تحرير المرأة في هذا البلد الطيب، هل من توضيح وتوعية للناس في هذه القضية المهمة؟

الجواب

المؤامرة على المرأة المسلمة -أيها الإخوان، كما أشرت- أمر مخطط له، وقد حوصرت المرأة المسلمة في هذه البلاد؛ لأنها من أي منفذ لا تجد إلا ما يدعوها إلى الشر، الصحافة الأجنبية تغزونا، ويقال: هذه أجنبية، ولا نستطيع أن نمنع صور النساء منها.

هناك أمر ملكي بمنع صور النساء في الصحافة السعودية، ومع ذلك قد ينتهك هذا الأمر أحياناً؛ لأن من لا يخاف الله عز وجل فلا يبالي بأوامر البشر.

أيضاً هناك وسيلة خبيثة لجأ إليها أعداء الله, وهي: أنهم لما رأوا أن المرأة السعودية لا يمكن أن تخطاب بترك دينها وحجابها من داخل البلاد؛ لأن الأنظمة هنا تمنع مثل ذلك والحمد لله، أنشئوا صحافةً سعودية في الخارج، فهناك مجلات وصحف تصدر في الخارج، والمخاطب فيها هي المرأة السعودية، وعندما تقرؤها تشعر أن المقصود بهذه المجلة وبهذا الكلام والمخاطب هو المرأة السعودية، وإن كانت هي تصدر في باريس أو لندن أو قبرص أو أي بلد، هذا من المكر والتخطيط؛ لأن هذا آخر معقل للإسلام، ولأنه المعقل الذي منه تنطلق الصحوة الإسلامية بفضل الله عز وجل، وحول قيادته العلمية تلتف الصحوة الإسلامية في كل مكان بفضل الله عز وجل؛ ولهذا لا يريدون أن هذه القلعة تعود من جديد فيعود الإسلام من جديد، فيهدمونها بهذه الطريقة.

لا أقول لكم: الأفلام والمجلات والمفاسد كثيرة، أقول شيئاً واحداً يجب علي أن أقوله وهو: ما واجبنا نحن؟ من منا زار رئيس تحرير إحدى الصحف التي فيها هذه الملاحق؟ زاره وكلمه بأسلوب علمي مقنع، وقال: هذا لا يجوز، هذا مخالف لأمر الله أولاً، ثم لأمر ولي الأمر في هذه البلاد ثانياً، ووعظه وذكره بالله، والتقى أيضاً بالمحرر الأدبي أو محرر الملاحق، ونصحه وذكره بالله؟ يجب أن نفعل ذلك، هذا يتصل، والآخر يكتب، يجب أن يشارك الشباب من الذكور والإناث في الكتابة الهادفة الجيدة في هذه الصحف.

قد يقول قائل: قد ترفض.

وإذا رفضت خذ المقال واذهب إلى مدير التحرير وقل: لماذا رفض؟ ما الذي فيه؟ لأنه إسلامي، يا إخوان! هذه الصحافة تصدر من هذا البلد، وتعيش على أموال هذا البلد، معقول تخرج عن ما يعيش في حدود هذا البلد؟ لا يمكن، لكن بإهمالنا نحن يأتي جاهل مهزوم فكرياً، يأتي إنسان عاش في الغرب فيطيش قلمه فيكتب ما يشاء فينعق معه الناعقون، لكن لو كان لأهل الحق وقفة، وهم -والحمد لله- الأقوى والأكثر، ومعهم والحمد لله النظام فضلاً عن أن دين الله عز وجل ونصره وتوفيقه معهم، والله لا يكون هذا الشر أبداً.

فيجب علينا نحن الدعاة وطلبة العلم أن يكون لنا دور إيجابي في إنكار هذه المنكرات، ونحاول ونحرص أن نقدم لهم النصيحة، وأن نقدم لهم التوجيه، وأن نكتب محذرين من خطر هذه المؤامرة الشرسة، وهذا الحصار الذي يضرب على المرأة المسلمة في هذه البلاد الطاهرة، وهي والحمد لله أعف وأطهر المجتمعات في الدنيا، لا يجوز لنا أن نجعل هذا الكيان الكبير العظيم يتهدم أمام أعيننا وأعداء الله ينخرون ونحن لم نقدم البديل العملي هل هذا عجز؟ لا والله، الأقلام المسلمة أكثر وأذكى من الأقلام غير المسلمة، هذا ضعف أعوذ بالله! لماذا الضعف؟ تخاذل ويمكن أن يكون تهاون منا، ولهذا أقول هذا لنفسي أولاً ولإخواني ثانياً، أي جريدة أي مجلة أي ملحق ارصده وانظر ما فيه، وخذه واكتب ردوداً واذهب بنفسك إلى الجريدة وأقنعهم وتكلم، وانظر والله سترى الإجابة بإذن الله، لو استنكر عشرة أو خمسة كل صورة خليعة أو كل صورة فيها امرأة ولو بالهاتف تجد أنها في اليوم الثاني ما تدخل؛ لأن النظام صارم ممنوع نشر أي صورة امرأة في أي صحيفة ومجلة سعودية.

يبقى المجلات غير السعودية، الحمد لله منع منها أكثر من عشرين مجلة خليعة، ولو كان هناك جهود وتعاون ونصيحة لمن يهمه الأمر في أجهزة الرقابة فقد تمنع البقية إن شاء الله، وما المانع؟ كل شيء ممكن بإذن الله لكن بالأسلوب الحكيم، وبالدعوة إلى الله، وبالصبر على ما نلاقي في سبيل الدعوة إلى الله تبارك وتعالى.