هل يليق بطالب العلم الذي يأخذ من ميراث النبوة أنه إذا ضحك سمعت له قهقهة, نرجو أن توجهنا إلى أدب الضحك والابتسامة؟
الجواب
صح عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في أكثر من موقف أنه ضحك حتى بدت نواجذه الشريفة، صلوات الله وسلامه عليه.
فالضحك والتبسم إذا كان لسبب يقتضيه، فإنه ليس مما يعاقب عليه، لكن المبالغة في الضحك، أو كثرته أو أن يتشبه بالفساق, كما هو حال بعض الناس ممن يضحكون كضحك الفساق، أو كضحك من يرونه على الشاشة من المجرمين الذين يسمونهم ممثلين، أو المبالغة التي تحصل عند بعض الناس, وهذه نقولها للطلاب خاصة, فبعض الشباب يجمعون النكات، وفي اليوم الثاني كل واحد يخبر الزملاء بآخر ما سمع! فأصبح الغرض هو الضحك.
بل بعض علماء النفس -كما يسمون- يقولون في علاجهم: حاول أن تضحك! مع أن الضحك بهذا الشكل لا يحل المشكلة، بل مثله مثل مجروح بجرح عميق غائر، فوضع عليه ما يغطيه عن أعين الناس فقط! لكن ليس عندهم إلا هذا، فهم لا يستطيعون معالجة أسباب القلق والاكتئاب واليأس, ويقولون: الضحك علاج! وأصبحنا نقرأ هذا في عدة مجلات طبية أو علمية! ومن الأدلة على غلبة الشقاوة على الناس بإعراضهم عن ذكر الله، أنك تجد هذا الكلام (ابتسم واضحك) غالباً في كل جريدة وفي كل إدارة وفي كل مكان، وخاصة الأمم التي لا تؤمن بالله تعالى.
ونحن هنا مع الأسف نستورد منهم كل شيء! ولذلك أصبحوا يضربون المثل بالابتسامة الغربية، أو الابتسامة الإنكليزية كما يسمونها! نحن أَدَّبنا الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بأَدَبِ رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ وهديه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ موجود بين أيدينا حتى في ضحكه وفي نومه وأكله وشربه، وهناك كتاب عظيم في هذا المجال ألفه الإمام ابن القيم رحمه الله زاد المعاد والذي يسمى: زاد المعاد في هدي خير العباد صلوات الله وسلامه عليه, فهذا الذي يجب أن يكون هدينا في أمورنا كلها عليه.