للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[موقف إسرائيل من حرب الخليج]

السؤال

لماذا إسرائيل الآن تلتزم الصمت هذه الأيام، مع علمي بدورها الأكيد في القضية؟

الجواب

لا يوجد ظرف مر على إسرائيل أفضل ولا أحسن ولا أنسب من هذا الظرف؛ فالتجمعات العربية تفككت وانهارت، والأمة العربية -كما تسمى- وليس في تاريخنا شيءٌ يسمى أمة عربية وإنما هي أمة إسلامية -لكننا نستخدم ما يقولون! - وإنما هناك مسلمون وهناك من انحاز مع غير المسلمين، فأي شيء تريده إسرائيل أعظم من هذه الفرحة، فإننا نسينا مشكلة اليهود المهاجرين.

فمنذ الأحداث وأنا أقول -عن نفسي-: هل سمعتم من أعاد موضوع المهاجرين أو ذكره؟ فالانتفاضة تأتي الأخبار عنها قليلة وكذلك كانت الإمدادات الكبيرة للانتفاضة من الكويت ثم انتهت والله المستعان! فقد نسينا قضايا إسلامية كبيرة تهم أمريكا وتهم إسرائيل -أيضاً- بسبب هذا الحدث، فنسينا أفغانستان والفلبين وإرتيريا، نسينا مسلمي سرلنكا يقتلون هذه الأيام بالمئات، ونسينا أنهم يذبحون باكستان لأنها أقوى دولة إسلامية وهي التي يمكن أن تهب لنجدة المسلمين في هذه الظروف، فتسلط عليها الهند وقضية كشمير، وأما تركيا فقد جعلوها تابعاً لهم، ويريدون أن يستغلوا هذه الأحداث لضمها ضمن الحلف الأطلسي كاملة، وهو حلف قديم من شروطه: أن لا يكون فيه إلا دول نصرانية، واسمه (الحلف المقدس) الذي كان بضم الدول النصرانية فقط.

وأما أكثر دولة عربية من الناحية البشرية: مثلاً مصر والتي يمكن أن تؤثر على إسرائيل وغيرها، فلو لم يكن عندها هذه المرة مشكلة، إلا الألوف الذين عادوا بدون أعمال، فكانت مشكلة على مشاكلها السابقة فنقول: من حيث النظرة القريبة أن إسرائيل هذا يوم فرحتها الكبرى، ومع ذلك فإنها قد تتدخل عسكريًا، وإذا تطورت الأحداث ربما تزال دولة الأردن.

بحيث تهاجمها إسرائيل لدخول العراق، وهو تهديد قديم.

فكل دولة في المنطقة قريبة من إسرائيل أو بعيدة إلا ولها -الآن- ما يشغلها عن إسرائيل ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.